:؛:

لم أعهد إن الفجر يتلاشي
و لم أتخيل ذات يوم إنني سأنظر إلية
نظرة في حديث صمتها مُسكت
لشفاه القادم
الفجر الآتي الذي ظننته سيأتي
و أصطحب ساعاته حيث ما تسير
بي قدماي أو لحيث ما يريد
الساعة التي تحتضني الآن كأنما
تشير لقدوم آخر فجر
"أوووه" بالفعل هو آخر فجر
لما أضمد الجراح بأكاذيب
قائلها ينفيها في إثبات ؟!
يا فجر بالأمس رأيتك
في غير حلتك التي عرفتك أنا بالذات بها
أنا التي عرفتك عن سائر البشرية أجمع
لا غرور ؛ ليس إلا أن ربط بك الوجه الذي
أرى به بزوغ الفجر كلما حاول الليل
يغتال أجفاني لمنامه
رؤيتي اعتلت عرش يخبئ ملامحه
حتى لا يراها أحد
عرش كِسير ؛ في ثواني شيد أركانه
وأمطرني مطر مالح .. مالح .. مالح
حتى إنني تمنيت الوقوف وهللت
للجدب
هل رأيت أحد كان لا يتمنى المطر
أبحث ستجد ما هذا المطر الذي
رممت موقظها في ضم جسدي
بقسوة / قوة / وشيء من فحيح لهيب
لا يرى ..!
الفجر يشتعل
والمار في نوره كعابر سبيل
لا يسعى لإطفائه
لا البحر الذي أمامي يدفع أمواجه
ولا نهراً يجري خلفي يمتص نار اللحظة
زمهرير الإشتعال
يا رياح الشرق
غازلتك فجراً
يا كوكب أنصاف الشهور
حفظتك بمرائي عمراً
والفجر الأخير الذي نفذته
سأستنشقه
ولو إن ذراته مغلفه بالموت
وفي كل شهقة على إثرها
"ما يدُّندن بخاطري"
ويرفض العزاء
الفجر الأخير الذي تلبسته و أردتديته حداد .!
سلمى الغانمي
[ .. 4.15 فجراً .. ]