
[POEM="font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عيدُ الخيانةِ..كالأعيادِ ما عَذُبا=وقدّمَ الذلَّ لمّا أتبعَ السببا
عيدٌُ أعادَ لنا ذُلاًّ يعايشنا =وألبسَ الهونَ والإذلالَ والغضبا
عيدٌ –وقبلِ شروقِ الشمسِ- يسلبنا=كرامةً..! فيهِ ضجَّ الكونُ واصطخبا
حي العروبةَ إذ في عيدها انتحرت= وقدّمت رأسها إذ باعتِ النسبا
نعم هو العيدُ إذ تمَّ الكمالُ لها=فأصبحت –بعد صدّامِ الإبا- ذنبا!
يا رأسَ أمجادنا يكفيكَ ما سُلبوا=يكفيك أن متَّ يا صدامُ منتصبا
في الحربِ .. في الأسْرِ..بل في الأمرِ كنتَ كما=أردتَ-لا ما أرادوا-كنتَ رمزَ إبا!
يكفيك أن عشتَ مقداماً وقد وُئدوا=يكفيك أن عانقت أنفاسُكَ الشُهبا
يكفيك أن متَّ صنديداً وقد ذُعروا=وسرتَ للموتِ يا ضرغامنا خببا
يكفيكَ يا آخرَ الأحرارِ منزلةً=أن متَّ حرّاً.. وظلَّ الصدرُ مُنتقبا !
وكنتَ ثهلانَ لم تجزع بما اقترفوا=وكان مأجورُهم يُردِيكَ مضطربا
يخشونَ في موتِهِ ذاكَ الصهيلَ وأن =على عمامةِ عجل السامري يَثِبا
وفي ثباتِكَ ودّعتَ العراقَ وكم=يبكيكَ هذا العراقُ اليومَ مُحتسبا
قد يزعمونَ وما شأنُ المجوسِ سوى=أن يفتروا ويسوقوا حجةً كذِبا
حقد المجوسِ تجلّى عندما غَنِموا=تاجَ العروبةِ واغتالوا بهِ العربا
أحفادُ كسرى وأبناءُ الروافض في=كسوفِهم ..حيثُ لا ضاءوا ولا غَرَبا!
فمن حكيمٍ سفيهٍ في بصيرتِهِ=لموطئ الوِزرِ –ليس الصدرِ- منتسبا
مَدّوا أياديَهم للغدرِ فالتحمت= بأخمصِ الغربِ لؤماً عندما اقتربا
كم يسجدونَ لعلجِ الغربِ إذ سمعوا =خُوارهُ وتمنّوا خُفّهُ الذهبا
يا سادنَ النارِ كم أجّجتَ موقدها=وأطفأ اللهُ نارَ الحقدِ واللهبا
يحاكمونكَ في قتلى الدُجيلِ وما =ساسوا جواداً بدربِ المكرماتِ كبا
إن كنتَ أخطاتَ فانهلْ بردَ مغفرةٍ=فقد وُهبتَ وجلَّ اللهُ إذ وَهَبا
فإن تراءى لهم نصرٌ بما اكتسبت = أيديهمُ فلقد نالوا به تَبَبا !
فلم يزل في نفوسِ المؤمنينَ لهُ=عهدٌ ولازالَ عزمُ النصرِ مُلتهبا
أبا عديّ وما اغتالوكَ –إذ فعلوا-=بل بوّؤوكَ سنامَ المجدِ والرُتبا
إلى الشهادةِ تمضي مؤمناً وَرِعاً=وهم يلوكونَ أسماءً ومُنتدبا
فما انحنى حين جاءتْهُ الجيوشُ وما=أنالَ أعداءَهُ في موتِه الأربا
وعاشَ حرّاً كريماً سيّداً بَطلاً=ما استعبدوهُ ولم يستمرئ الرِّيَبا !
وماتَ رمزاً شجاعاً شامخاً وكذا=موتُ الرجالِ رجالاً سادةً نُجُبا !
وسيرةُ المجدِ فينا لا تزالُ وهل= تزولُ أمجادُنا إن أحرقوا الكُتبا !!؟[/POEM]