منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فــقــرَ آ ء . . . ,
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2009, 02:50 AM   #1
ريان الوابلي
( شاعر وكاتب )

افتراضي فــقــرَ آ ء . . . ,



ينتابني الصمت عندما
تُقرع مسامعي من شدة خشوع اغاني العاشقين ليلا
وكأنني اشعر برعشة النادل حينما يقدم ذلك المزيج الروْحانيّ
الذي خلط به كل آهات الارواح في كأسٍ زجاجيّ :
رذاذه بقايا ازفرتهم وقعره يشبه حوْضٌ مليء بقطرات العرَق ..,

اقف بجوار نعاس الارصفة
خطوات العباد اصبحتْ تتلاشى رويدا رويدا
اوراق الصّحف في تطاير مستمر
ذلك التطاير ناتجٌ عن افأفة ذلك الرصيف حينما اصبحتْ تلك الخطوات
مليئة بالحزن والعشق التالف ..,
علمتُ تماما ان خطوات البشر لاتؤرّخ في ذاكرة الارصفة
ولا بين اسطحها الملساء
حتى الذي كساه الشّيب في رأسه لن تؤرّخ خطواته
حتى وان جعل من ذلك الرصيف منفى للنعاس
لن يؤرخ حلمه وان كان مقداره صاعا من فرح ..,
لن يؤرخ ..,


فـ خريْتُ بآكيآ
ونمت بجواري ...,!





افاق الصبح من مضجعه
وابتلّت نواجذ الاغصان
وردّدَتْ العصافير والبلابل بسملتها الاولى
وتراصفتْ السمآء طباقآ \ حتى اصبحت متوازية تشبه خطوط استواء الشفتين ..,!
كانوا الفقراء يرسمون البسمة على مفترقات طُرقهم بلهثهم المباح
وأنينهم الذي اصابه الخشوع في كل صباح
هؤلاء الفقراء لايزفرون الا انفاسٍ استنشقوها من كيزان الجنة ..,
ولايعتكفون الا البساطة
ولايمنون ..,
آوانيهم ليست الفضة ولا النحاس
يخيطونها من خيط ما انتجته اناملهم التي لاتغشاها النعاس ولا تتذوق اضغاث الاحلام وعبثه
يشربون الماء مبسملٌ قبل الشراب وبعده \ ولكن عند الانتهاء لاتسقط قطرةٌ واحدة من شفتيهم
لأنهم مؤمنون جيدا بأن القطرة الشفافه قد تروي عطش الاغنياء ..,! مستقبلآ ..,!
هؤلاء الفقراء
روح الارصفة
يهللون بالعابرين ويرحبون بأقدامهم ..

وأطفالهم
يا الله ...................!! \
يخرجون من محاجرهم والشيب في رؤوسهم فزعْ
لم يصدّق الشيبُ ابدا انه سينموا في رأس طفلٍ لم يتذوق خشونة صوته ولم يبور ..

افقتُ من نومي المفاجئ
والطل القديم على ثغر النوافذ عالقٌ
يحتظر \ ولا يموت .., لأن الماء خُلِق بلا بعث .!
خرجتُ والضجيج كنباح الكائنات الضائعة التي نُفثَت بلا وطنٍ يحضنها ..,
رأيتُ الفقراء كزخات المطر
هائمون في كل رصيفٍ لم يتذوّق لذة العاشقين
هناك من يلجمهم بعويلٍ كالخريف
وهناك من يحضنهم بزادٍ ينعمون به
وهناك من يبتسم لهم وكأنه كان فقيراً سابقاً .,

اتيت الى فقير متّكئ يُحيك لباسه من وريقات رهيفة جدآ تشبه اوراق الاشجآر المسنّه ..
وكانت امامه بصمة من باطن حذاء غنيّ اتى من امامه ولم يُعطهِ شيئا
فقلت :
ماذا تعني لك هذه الخارطة البكمآء ؟؟
قال وبصوتٍ مبحوح :
هذي مفترقآت حياته الضيّقه \ التي لا يوجد بها مخرجآ واحدآ الى النعيم
ولا حتى حدآئق سودآء تسر العاشقين
ولا اطفالٍ
ولا ألعاب
ولا لعاب رضيع يجعل تلك الحدائق معشوشبة
ولا أي شيء من هذه الحياة البريئة
الا شيءٌ واحدٌ فقط وهو :
ان هذه المفترقات هي العودة نفسها الى كائنه الضيّق
المليء بالرّغد المُدنّس من قِبل الليل وضجيجه ..,


ألجمني صوته
الذي اصبح كالهواء الرطب
يجلب السكينة لكل كائنٍ يدب على الارض ويؤزّها أزّا
جعلني انتعل الرصيف واهرب بلا نعليْن
كان كل شيء مبلل بالحزن
حتى ازقة الشوارع المختنقة بالذكرى كانت مبللة كثيرا
لفقدها ذلك الفقير وسماع بحّته ...,

عدتُ الى حانتي
وانا اردد من الهلع والحزن :




فقرآء .............
... فقرآء .........
...... فقرآء ......
.......... فقرآء ..
............. فقرآء






من اينَ خُلقوا .......... ؟؟

.
.
.
.
.


فـ
مُــتّ
بــآكــيــآ ...,

 

التوقيع

وفي ثغرها قصيدةٌ
لم تُمضغ بعد ..,!


....,!




formspring



التعديل الأخير تم بواسطة ريان الوابلي ; 06-03-2009 الساعة 03:29 AM.

ريان الوابلي غير متصل   رد مع اقتباس