عَندما يمتدُ الشُعاع و يُحيل كهرومغناطيسته إلى حليبٍ أبيض و مزْمار يبعثُ الغمام و الحَمام و الأجنحة
البيضاءْ يمتدُ كل ذلك إلى ضَوء يلمسُ القَرنية لتتشبع العينُ بالرؤية أو بالعمى الأبيضْ .,
فيصبحُ قَرار الرؤية قراراً مُتأخراً جداً وَ العتمة تَمني بِـ تفصيل | تفضيل أسود يُزيح إعياء الغَرابة .
عَندما تُبهتُ الألوان | الدنيا فجأة و تكونَ بين الحدِ الفاصل ما بين القَنوت و القنَوطْ وَ تَتَقاعس عن
أحلامك | آمالِك و رُبما آلَامك و ذلك كُله بسبب عدم وجُود المنارة البصَرية و الماءْ الذي ما أن يسْقُط
حتى يتكاثر دَاخِل الماءِ العكر .. فلَا تستَدُل طَريقكْ .
إِن تَم فقد الإدراك الحسي أيّ ذاك الحسُ الذي يتمُ مضغه ما بين اللب الدب – صوت القلب – و الضَلوع
البيضاءْ الحيّة أي تلك اللتي تُمنح صَفة الجناح الذي يُمشط أرصفة كثِرت فيها الجنائِز و نامَت دَاخِل
عُريها الإستجداءات الملكُومة , إِن تَم حَدوث فَعلُك بشكلٍ مَعطُوب و ترشقُ بزندٌ يحملُ صَفة الزَاهِد و
صَوتُك جرسٌ يرنُ فوق الثكالى لكنهُ في الحقيقة يرنُ فوق العَاهرات و الحليب المسَروقْ وَ يسدُ سَعة
العَطاءْ ليغني بعدها بغفرانٍ مَدْحُورْ , إِن تَم فقدُ كل شيء عدا يدُك اللتي تستطيعُ أن تتواطئ مع غفوة
القدر , زَوابع الوهب | النهبْ , عرشَ التقَوى المَكْسُورْ .. إن تم حَدوث كل ذلك و العمى أبيض فَلَا
عزاءْ على رؤيتنا , تلك الرؤية اللتي تدعيّ بأنها ترى و تَخرُم ألف جهلٍ و تلمسُ حقيقة طيفٍ يبعثُ
المُستقبلْ .
- وَ مالنَا و الأحداقُ تَمتصُ سَطحية الأشَياءْ و في دَواخلنا وَهنٌ وَ عرجْ , مُثابِين نحنُ داخل
مُعتقلاتِ أرواحنا تَطوينا الطُفيليات و تُطعمنا اللوكيميا بالجهلِ و نحنُ ندعي الحياة فَلا نُخاع و
لا بياضْ و لا دمْ.
العينُ طَريقٌ للإبصار و النفسُ | العقلُ هي الإبصَارْ .. وَ ما كان أبيضاً قدْ كان عُتمة جاهِلْ و سجان
للإغاضة .
- أَن تَطأ العَمى بشكلٍ مُفاجئ و تحتضن يدُك و تأخُذ نفسك للمحَرقة أي أنك تتدافعُ للنصفِ الآخر
من إنسانيتك ألا وهي شعلتُك الحيوانية فأنت بذلك تُلقن نفسك أشياء كثيرة لَا تستطيعُ
استشعارها إن لم تستشعر بالعمى بحقْ ..
×- ساراماغو ذلك الكاتب المُبدع كاتب رواية العمى جعل للعمى لون و لوحاتٍ إرشادية في اللازمن , بعثنا للتجسُس و
الخروج بعين باصِرة , روحٌ تحتوي على ألفِ منبع من الشهقات , حليبٍ أبيضْ و يقين بأنه العمى ذاك
هو وباءْ بحقْ .
[ ♫ ]