كان صديقي الأجمل
[ قصة قصيرة ]
تترنح في دواخلها الكثير من الاحتمالات الصاخبة تلتقط بعضها بينما يفلت البعض الآخر
تقلّب الأوراق بين يديها بـ ارتباك وَتَرَدُّدْ ولا تعلم من أين تبدأ !! فلا فرار ولا ولوج
تتقافز الاحتمالات مراراً بـ شغب مزعج كأنما تترصد انفعالاتها لـ تزداد استفزازاً
تُمسك بـ القلم وتكتب ,, تقرأ وتمزق ماكتبته ,,ثم تعاود الكتابة دونما اقتناع
لم تلحظ تلكما العينين اللتين كانتا تترصدان المشهد بـ ابتسامة
وحين لحظتهما ازداد ارتباكها
لملمت أوراقها , حملت حقيبتها وغادرت المقهى
لم تكتفِ تلكما العينين بالترصد فقط بل باللحاق بها,, التقت بهما في لحظة توقف عن الحياة/الإحساس ,, تداعت الكثير من الصور والذكريات والغصّات
( لنْ أَتَزوجْ صَديقي كَيْلا أَفْقده )
( سَتَفْقديني حَتْماً)
لازالت مشدوهة تُحدَّق فيه بينما يبتسم بتهكم
( تَغَيَّرتِ لَمْ أَعْرفك )
لملمت ارتباكها وبصوت متحشرج ( وَأَنْتَ كذلك )
( أَنْتَظر زَوْجَتي وإبْني في المتجر المُقابلْ وأنتِ؟ )
( ماذا عنّي ؟ !! )
( أَلَمْ تَتَزَوَّجي؟ )
بـ كبرياء هَشْ (بالطَّبْعْ تَزَوَّجْتْ )
ابتسم ذات الإبتسامة المتهكّمة كأنما يدرك بـ أنها كاذبة وأن حياتها خاوية بعد رحيله بعدما تشبثت بمعتقداتها الغبية وفقدته
( زَوْجَتي قادِمَة عَنْ إِذْنك )
لم تُجب ابتسمت بمرارة لاتخفى عليه , ثمة احتمال طغى بينما تهاوت جميع تلك الاحتمالات الموبوءة بالعتمة في هاوية سحيقة من الروح
مزّقت جميع الأوراق ورمتها في أقرب سلة مهملات ومضت تحمل الاحتمال الأوحد حيث النور يتخبط بالظلام.
.
.
على الهامش : اعترف بـ انني كتبتها في 10 دقائق فقط دونما تحضير او تحديد فكرة مسبقة ,, بل تركتها تكتبني كما هي العادة مع جميع مااكتب من شعر وكتابات ,, لذا فـ لتعذرو هفواتي إن وُجدت ..