
عاهدت ذاتي بأن أُذكي شموخها حين كل إشراق ..
لتجد الشمس تشبهها .. تماما حين تتراءى على صفحة الماء
أما القمر فهو لا يعنيني ما دام يختلس ضوءه خافتا ..
خيولي البيضاء الجامحة ترتوي من عشقي لبحرٍ , و عنفوان موجٍ يضاجع الصخور حين نهار يجر أذيال الشفق ..
حتى سئِمَت تترقب شروق الفارس الذي تستحي الأمواج منه , فتخرّ صغيرةً تداعب الشاطئ ..
أيا متيّمتك ..
كيف استطعت ترويض أحلامي العنيدة ؟
بل كيف عدلت ناظري عن الشمس .. عن الموج .. عن البحر .. و الليل و السحر ؟
و أقمته على سطحك يا مُختزل كل تضاريس الكون و طقوسه .. فصرت لي شمساً صاهرا .. أو ليلاً غامضا .. أو فجراً أعذب من قطرة مطرٍ عابقة تحتضنها ياسمينةٌ بيضاء ..
كيف جعلتني أستنشقك برهةً ألف مرة , و أصغيك لحناً خالدا في فم المطر , أو أنينا بين شفتيّ الناي .. فأبصرك فضاءً عاجّاً بكل ألوان الطيف
حتى لم أعد أعي .. أهل أنا خلاله أم إليه ؟
بماذا سؤواري خيانتي لذاتي التي عاهدتها بأن لا أحنها للحب يوما ؟
أو أين أخبّأ خجلي من الشمس التي اعتذرتها مؤخرا : إنك كذلك لا تعنيني .. فأنا أشبهه هو ؟
أنا جزءاً عابثا من كيانه .. بل هو ركنٌ من كياني !
حين يلفظ أحدنا الآخر سوف يلفظ معه آخر زفرة ..
كفاكِ ذاتي عهودا .. إنني أعشقه !
القدر رسم خطّته منذ مولدي كي يوقعني في شِباكِه .. فلم أعد قادرةٌ على الخلاص
بل لا أريد الفكاك من روعة قبضته .. من نزواته .. من عنفوانه .. ولا حتى من قسوته !
اسمحي لي بأن أحلّق له عبر غيمة بيضاء ..
اطرحي كبرياءك أرضا و اتركيني امنحه قُبلتي العذراء ..
فليس دونه يستحقها !
انفثي مثاليّاتك بعيدا .. و حرّري لساني لخمسة أحرفٍ أريد أن أصرخ بها في وجهه .. أعشقك
امنحيني بعض قوّة أغتال بها المسافات .. و أباغته ذات قمر .. لأهمس في أذنه :
تعال نخلد إلى الجنون .