رحلة أخرى للعودة حيث الحديث ..
قفا هنا اقروا هالخيال بشجوني
من شان اسولف عن شعوري بالالوان
"دعوة من لدن شاعر يمتلك الإحساس العذب .. هذا ليس بغريب على سالم الجهني ..
قلما ما نجد التحدي الواسع بين الشاعر والقصيدة ، هنا في هذا البيت يتحاور الشاعر مع مفرداته "‘ ثمة حركة داخلية ، غير مرئية" ومن ثم إطلاق العنان والصوت ، بإختصار تعالوا .. كونوا بجانبي سوف أتحدث لكم عما في ذاتي وفي خلجات نفسي .. ننطلق ..
قلت الخيال بحال عشق اسألوني
من كثر ماهو مرتع شعور الانسان
صورة "تعلق" البداية حيث تصوير "الحال" وكأن جسد الخيال هو صورة واقفة أمامنا تعكس ما تتلبسه حالة العشق اللامنتهية .. ارتباط آخر بظروف الإنسان المتعددة ، وما يصلقه من تصرفات ذاتية بمنحنى عاطفي خصب بإختصار إمتداد لحالة الخيال.
عادي لا صار من الغرام ويموني
مسرح وطن بوح البشر كل الاحيان
الحياة هنا تتجسد بصورة أكثر عمقا في الشاعرية ، الجهني يحاول ان يقف على مسرح الشعر ، ينطق ،
يقول ، يجهر ، يحاول أن يصرّح لنا طبعا في "اعتقادي" الشخصي أن الغرام عندما يصل إلى ذروته ،
وحقيقته ، يأخذنا إلى مسرح الحياة "الوطن" المكان ، البقعة ، الأرض ، الشاعرية " المغالاة في التطبع بالشي.
قال الجنون وقلت انا من فنوني
مرر حروف الشعر وسولف للاكوان
جميل هذا الإعتراف .. جميل هذا التحرر ، أظن أن الإنطلاقة من رحم التكوين الأبدي بحاجة إلى صوت
صارخ ، قف يا سالم على تل الضلع الأيسر وأصرخ .. قل إنني مجنون ولكن جنون عاقل وشاعر حقيقي
، أن تأتي بحقيقة في ذاتك فهي عمل مهيب وجذاب .
مجنون انا ايه وجنوني جنوني
فل الحكي سولف على اطرافي الآن
اعتراف .. انفعال ..
اكتمال .. احتواء لذات الذات هنا .. "قل الحكي أطلق للمفردات الآن عنانها ، دعها تنغمس فيّ
لتحتويني أيضا..
جيت وعلى جال الخيال اسمعوني
كثر الشقى كثر التعب كثر الاحزان
رحلة متواصلة للسرد .. ولكن هنا أظن أن اللغة تراجعت بعض الشي يا صديقي ،
رغم أن حياة مستمرة في التلبس ،، لماذا لا أدري..؟
لون السواد بعينها ادهش عيوني
رتب لي الواني وبعثر بي الوان
هنا سوف أتحدث بأريحية .. الشاعر يفسر لنا الحكاية التي تعاضمت عليه من خلال
"سواد العيون" ترتيب الألوان وكأنها قوس قزح .. تكوّن ..
ثم أنهمر .. تبعثر .. ثم عاد ثم .. ثم .. ثم ..
جاب الفصول الاربعه في ردوني
ألْبسني من ثوب الشتا طول الازمان
ياااااااه .. ثمة تقلبات في ظروف الشاعر ، شي من العنا الظاهر .. كنت أتمنى ألا أرى البرد يسكن
الشاعر "ظرف الحال" .. رغم حاجته الكبيرة للدفاء .. هذا ما ألفناه من الشعراء والأدباء ..
طال الغياب ومسرى تيه إبظنوني
وصفه مثل ما شارع بدون عنوان
غربة داخلية تسكن الشاعر ، إنفلات لم يرجوه أبدا .. غياااااب قد أمده .. متاهه متسعة لا حضور
للقلب فيها ،، شوارع مبعثرة لا عناوين ولا مسارات معلنة.
شب الظلوع من المداد بغصوني
واحرق هشيم من الطرف يـبسْ الاجفان
الحالة مستمرة .. ولكن بوجه آخر هنا .. ثمة خلط في الأمر .. بين البرد .. حرق الظلوع ..
"نقائض متفردة" بين ، بين حالة دائما ما تسكن الشعراء في مثل هذه المواقف ..
شق الستار وطاح من دون دوني
عمرالندأ مـ اروى عطش روح الاغصان
شق الستار .. وكأن الشاعر يعلن أن الحقيقة باتت واضحة وما يحتويه أصبح مشاهد
المشهد إنتقالي متحرك .. حركة داخلية في النص ولكنها ظاهرة للعيان
حكمة .. رائعة (عمرالندأ مـ اروى عطش روح الاغصان) جميل هذا التصوير .. يا سالم.
مر وعلى درب الصدف في سكوني
تلقى الشجن في نبرتي روح الالحان
وكما قلت ان النيجة باتت واضحة .. نستقرئ من النص الواضح أمامنا أن الحقيقة تواصلت بمفرداتها
(تلقى الشجن في نبرتي روح الالحان) الله الله الله عليك يا صاحبي ..
جميل أن يتلسنا مثل هذا البيت ،، قيثارة ليلية تروي أطراف الحكاية بشجن من دواخل الشاعر.
صحت بوله بين الشعور اتركوني
يمكن تشوف اش كثر انا صرت ولهان
وكأن الشاعر يصيح بأعلى صوت .. ليقول .. دعوني
"خلوني" من كثر ما بي من وله وإغراق واضح لما يكنه البيت ..
صديقي لي ملاحظة " ( اتركوني ) تنادي الجمع أو تقول لمجموعة أفراد .. هنا طبعا كشكل ظاهري
ولكن هنا في العجز (تشوف) وكأنك تنادي "المفرد" أتمنى ألا يخلط عليّ الأمر ..
من جالي الشرقي لامال بركوني
لا ماانسى من في نظرته بوح الاشجان
أيضا هنا تواصل .. لما جاء أعلاه .. تسلسل في الحديث
لجل الوفا وعيون لا / مانسوني
تكتبني اللحظه وانا شعور الانسان
حالة التلبس في كيان القصيدة ما زال موجودا لآخر بيت ..
الشاعر عموما أجاد وبحرص شديد الإمساك بزمام القصيدة منذ بدايتها
الأسلوب سهل ممتنع رائع .. به من الحكم والمثل الجزالة.
ما يميز الشاعر هنا الإحاطة بالفكرة حيث السرد والحكاية.
لك الحب صديقي .. مع إعتذاري المسبق إن جرحت شعور وكيان هذا الإبداع الرائع.