توقّفي يا نفثة , فهناكَ في عمقِ الحزنِ تفتّحَ غصنٌ آخر , و ما عادَ في الرّوحُ مكانٌ قصيٌّ ينتبذهُ الحبُّ ...
توقّفي لأنَّ الأشياءَ المتراكمةَ فوقَ بئرِ الذّاكرة لم تعد تصلحُ للاختباء , صارَت هشّةً و بلا ظلٍّ يمنعُ أشعّةَ الشّكوى من النّفوذِ إلى شفتيّ الصّمت ..
توقّفي , فالمسافاتُ إلى الحزنِ تكاثرت و المسافاتُ منهُ اندثرت , و بقيتُ أنا في منتصفِ البُكاء ..
توقّفي عن انتشالِ جثثِ الفرحِ من أعماقِ الغاباتِ الّتي تمارسُ الخضرةَ نكايةً باصفرارِ الموت , رغمَ أنّها تُخبّئُ في كلِّ صنوبرةٍ عيداً لم يُحتفى بهِ , و طِفلاً لم يرتديه ..
نشازٌ ممتدّ , أم امتدادٌ لعزفٍ على أوتارٍ ناشزة .. بأصابعَ تتقنُ استخراجَ النوتةِ من أصابعِ البيانو و من فمِ النّايِ الحزين ..
لا تتوقّفي .. فكلّي اصغاءٌ و صمت .