وأنا المهاجر..
بين غيابك وغيابك ..
أعود مع أسراب مواعيد جوعى..
تعبر تخوم المدى..
وتمر حقولي..
المتعلقة بأهداب غيمة..
لتعبر بيادر عطشي..
وفي مدارات روحي ..
زنبقة هائمة..
تفر من زمهرير بارد..
تبحث عن مخبئ دفء..
عن نشيج مطر ..
وتراتيل عطر ..
عن هسيس روح ..
عن بتلات بوح ..
بللها الحنين بملح الوجع ..
وأنتِ مهاجرة ..
بيني وبيني ..
تفاصيل الذاكرة نامت في أسرتي طويلا ..
وأفاقت في مستنقعات الخيبة..
ووحل الرحيل ..
فتعاود الخلود في وديان النفس..
وتستظل بشجر اليأس ..
ممددة ساقيها الداميتان لهذيان الريح ..
وحفيف الشجن ..
غبار الرحيل لا زال يمارس زوبعته ..
أنا وأنتِ نهاجر ..
لنكسر زجاج الصمت ..
ونجمع رماد الذاكرة المتطاير في سراديب الحياة ..
ونذروه لفراشات الوله ..
لنحرق الصقيع الممتد في جدار الشوق..
ونوصد شبابيك الضجر..
نخلع موعد لا تاريخ له ..
لنرتقي لسقف الحلم ..
هناك في أوردة السهر ..
ونصافح رتاج قلوبنا.. المهاجرة نحوي .