أختي منال
موضوع هام للغاية وسأعاود الحضور فيه مرات عديدة إن شاء الله تعالى
لكنني أسجل ملاحظة قبل الخروج :
صدقيني أن أحد أسباب انهيار المدارس هو قلة احترام المعلم ، أنا مارست التدريس وعرفت ما تقشعر له الأبدان ، تخيلي كيف نشأ من الأجيال السابقة علماء ومنورين ، ذلك عندما عرفوا البيت الشعري القائل : كاد المعلم أن يكون رسولا .
والنبي عيه أفضل وأتم الصلاة والتسليم قال: " إنما بُعثت معلما".
لكن للأسف بات الطالب في مراحله الأولى ينظر إلى هذا المسمى بـ معلم ، بات يراه كأحد اللوازم المكملة للمدرسة من مقاعد ودورات مياه وأدوات عديدة وسلات مهملات وغيره ، والأستاذ ليس إلا واحداً من تلك اللوازم البريستيجية، للأسف هناك ما هو أقصى من ذلك ، وذاك عن خبرة في كل المدارس في عالمنا المسمى بالإسلامي العربي.
سيدتي الفاضلة : البنيان إن لم يُسس على صلابة سنهار ، أنا لا أدافع عن المعلمين وأعرف أن الاستهتار بلغ الذروة ، لكن أقسم بالله مدرس المدرسة يذهب وبنيته أن يمضي اليوم بسرعة ولا يهمه أن يتعلم أحدهم أي قيمة ، وهذا لم يأت عن عبث لأن عدم احترام المدرس من وزارات التربية بالدرجة الأولى أفضى به إلا اللامبالاة.
تخيلي أن يقول لك طالبٌ أن أباه أخبره أن المعلم عبد لخدمتك إن أزعجك فلك الإدارة والوزارة.!!!!!
تلك مجتمعات لم تفلح يا أختي ولن تفلح ، لأن الطالب عندما يفقد الثقة بالمعلم لن يتعلم أي قيمة ، ولا تنسي أن المعلم له الدور الأكبر من دور الأهل نظراً للوقت الطويل الذي يقضيه الطفل في المدرسة ، ولكن يا حسرتاه على المآسي المخجلة التي تحصل في مؤسساتنا التعليمية.
ملاحظة مهمة.
لا أستثني أحداً من الدول العربية فمخطط تفشيل الجيل وتفريغ الرؤوس واحد في وطننا .
وليت هذه الأوطان تتحد على أشرف مما اتحدوا عليه إعلامياً من البغاء الفكري المتماشي تماماً مع تنميط الشخصية وإلغاء دورها الريادي في المجتمع.
وللإعلام مآسي جمة على الطفل وتنميطه بما يوافق رسالات أنبياء هذا العصر الذين نصبوا أنفسهم أنبياء
وكما قال نزار رحمه الله:
الأنبياء الكاذبون
يقرفصون على الشعوب ..
ولا رسالة.
لقد خلت الأمم من الرسالة وبخلوها منها ماعاد هناك شيء يستجدي البكاء عليه.
لنا الله يا سيدة ودمت بخير وعطاء مثمر أختي الفاضلة.