معدل تقييم المستوى: 2213
اهداء لمشعل اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا و ليلى بعد وجبة غداء شهية ؛ هناك دائماً وقت لإحتساء الشاي ... وما أروعه من إحتساء حين يرافقه إسبوع غير إعتيادي بالكرة الايطالية .. على غير العادة ؛ يبدأ الإسبوع الايطالي مبكراً جداً من ظهيرة الأحد بلقاء أتلانتا و الفيولا ، وهناك رأيت الموهوب جيلاردينو يسجل هدف الفوز لفريقه ، ومن حسن حظ جيلاردينو أنه : أولاً ، وجد رجل يؤمن بقدراته مثل شيزاري برانديللي الذي دربه في فيرونا ، وجلبه لبارما ، وجلبه مرة أخرى للفيولا . ثانياً ، أن ظهوره جاء بفترته في بارما حين تعرض وقتها أدريانو لإصابة طويلة . ثالثاً ، انه لم تُكتشف مهارته ولم يُذاع صيته إلا بعد وصوله لـ الثامنة عشر من عمره . ع العموم ، إنتهت المباراة ، لأستعد من بعد صلاة العصر لمباراة أخرى لم أكن أتخيل أنها ستكون ممتعه .. اليوفنتس ضد كييفو فيرونا .. و مباراة الـ 3-3 ! طوال فترات اللقاء كنت (كعادتي في لقاءات اليوفنتس) أبحث عن الولد المعجزة جيوفينكو .. باحثاً عن مشهد مهاري يغنيني عن متابعة الليجا الأسبانية .. ودائماً ما أصل لحقيقة يصل لها ايضاً رانييري .. أن جيوفينكو هو حقاً من يحرك السيدة العجوز .. ومن حسن حظه أنه : أولاً ، ترعرع في أكاديمية اليوفنتس للمواهب ، وهو مكان محظور وممنوع الإقتراب منه . ثانياً ، تم تلبية -نوعا ما- شروطه المالية من حيث تجديد العقد صحبة اليوفنتس . ثالثاً ، أن نظام إعارته لأمبولي كان خطوة مميزة على غير العادة . جيوفينكو و جيلاردينو ، هما حقاً من أفضل مواهب الكرة الايطالية في العقد الأخير .. ثم أستعد لمشاهدة مباراة أخرى ، كانت للتو ستبدأ ، مباراة من بلد الضباب ، حيث مانشستر يونايتد يستعد لإستضافة أستون فيلا .. وتستمر المباراة لدرجة أنها وصلت لتفوق أستون فيلا 2-1 ، وهذا يعني أن فرص مانشستر يونايتد بالفوز ببطولة الدوري الانجليزي قد تذهب أدراج الرياح .. وأن كابوس موسم 1998 ، حين إستطاع الارسنال التغلب على فارق الـ 11 نقطة ، سيتكرر من جديد .. ولكن .. حقيقة الأمر ، أن الذي تكرر هو مشهد دراماتيكي آخر .. يحاكي مشهد ستيف بروس في بطولة 1993 حين سجل هدفين بالوقت الأخير ضد شيفيلد وينزداي مما عنى حينها حسم بنسبة كبيرة للدوري لمصلحة أليكس فيرجسون ، والذي كان وقتها اللقب الاول . ذلك المشهد تكرر .. هذه المرة حين تمكن الفتى الايطالي اليافع بالعمر فدريكو ماكيدا ذو الـ 17 ربيعاً من تسجيل هدف دراماتيكي في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء معطياً إنتصاراً كبيراً لمانشستر يونايتد .. وقد يكون هو هدف الموسم .. ماكيدا ، روسي ، بيتروتشي ، كاميلري ، لوبولي .. فلذات كبد الأندية الايطالية التي أٌغتصب أصلها ليس بحفنة دولارات قبل أن يكون بقوانين عاجزه ! في إيطاليا ، هناك قانون (أبوجهل) هو بقاء الملاعب مملوكة للحكومات والبلديات وقد إنتهى عصره ولكن لم ينتهي مفعوله بعد .. وهناك قانون آخر هو محور الحديث هنا ، هذا القانون سأطلق عليه اسم قانون (أبولهب) ويقضي بأنه لا يحق للأندية الايطالية أن توقع عقد إحتراف مع أي لاعب أقل من 18 عاماً .. وهذه قد تكون خطوة مميزة بالسابق من أجل ما يسمى بـ حقوق الصبيان ، ولكن بزمن العولمة وإختلاط الحابل بالنابل ، فإن ذلك القانون يكشف عورة الكرة الايطالية ، وبالمناسبة فإن عورتها مغرية . ماكيدا كان أحد ناشيئ لاتسيو ، ولكن مانشستر يونايتد يستطيع أن يقدم له عرض إحترافي بأقل من ثانية وهو مرخض به في إنجلترا و أوروبا طالما أن الاعب قد تخطى العقد الخامس عشر من عمره .. نفس الامر عانى منه منبع النجوم و المواهب بارما ، الذي إصطبح في يوم إسود (ويا كثر سود أيامه) حين وجد ان عينه اليسرى (جوزيبي روسي) قد إقتلعها فيرجسون ، وعينه اليمنى (لوبولي) قد إقتلعها آرسين فينجر ..!! مقابل 200 الف يورو لكل ضرر ! لست أعلم إن كان اللوم كله ينصب على قانون (أبولهب) ؟ لربما كانت الاندية الإيطالية نفسها السبب ، لربما قد ولى زمن الثقة بالمواهب ، فلاعب مثل فرانسيشكو توتي لعب مباراته الاولى بالكالتشيو وهو بعمر 16 عاماً ، وبنفس العمر رحل عن روما (توتي الجديد) المسمى بـ بيتروتشي الذي قدم له نادي العاصمة راتب سنوي مقداره 16 ألف جنيه أسترليني ؛ ولكن مانشستر يونايتد وصل للحد الأعلى المسموح به حين قرر دفع 96 ألف جنيه أسترليني سنوياً للموهبة الايطالية ، ولو كانت القوانين تسمح لما هو أكثر ؛ لما تردد مسؤولي النادي الإنجليزي .. بيتروتشي .. يقولون أنه موهوب لدرجة " التوتوية " ، و أنه النجم القادم من مراكز تكوين روما الشهيرة .. ولكن .. أين الفريق الأول من هكذا موهبة ؟ ولماذا لم يجد عرض مالي " محترم " ؟ هل حقاً كما يدعي أحد مسيري روما ، برونو كونتي ، أن السبب في تواضع العرض المالي المقدم من روما (16 ألف ) هو للحفاظ على وحدة الفريق الشاب وتحقيق مبدأ المساواة مع الجميع .. هل حقاً هذه النظرية تصلح في زمن الرأس مالية !! لربما لا أجد سبب في ضياع مواهب روما و لاتسيو و بارما .. فتلك الاندية تملك الموارد المالية و المعنوية الازمة لإبقاء أي نجم موهوب .. ولكن ، ماذا عساه أن يفعل ريجينا الفقير القابع بغياهيب الجنوب .. في الجنوب ، ذاع صيت رومان إبرايموفتش مالك تشلسي مرتان .. الثانية ، حين حل ضيفاً في سردينيا على سيلفيو بيرلسكوني من أجل مناقشة أمور كروية إنتهت بإعارة شفشينكو للميلان .. و الاولى ، و هي الاهم بالموضوع ، حين إستطاع مسؤولي تشلسي أن يسرقوا الموهوب كاميلري مباشرة بعد بلوغه السادسة عشر .. هو و أمه ! بل أن ريجينا يؤكد بأن تشلسي خالف القوانين وتناقش مع الاعب قبل أن يصل لعمر الخامسة عشر ..! يا ترى .. متى تستفيق الكرة الايطالية من قبح قوانينها ! فهي للأسف إنتحرت في نهاية الستينيات من القرن الماضي ، حين كانت بالقمة على مستوى الأندية ولكن مسيري تلك الفترة أصدروا قانون حظر التعاقد مع الاعبين الاجانب .. الأمر الذي أسقط أسهم الكرة الايطالية حينها مقارنة مع الانجليزية و الالمانية . ونفسها الكرة الايطالية ، من بعد أن كان هناك خمسة لاعبين خارج نطاق الإتحاد الأوروبي مسموح لهم بالمشاركة .. تم الانكماش على لاعب واحد فقط !! قبل أن يتحسن الأمر نوعا ما قبل موسم ، بالسماح لإثنين .. ولا ننسى قانون (قارون) حين قرر الهوامير في 1999 إنهاء التعاقد الجماعي على حقوق التلفزة ، قبل أن يأتي (روبن هود) ويعيد تلك الحقوق الجماعية من جديد . الكرة الايطالية تترنح بين قوانين كثيرة ، لا داعي أن أذكر وأسرب بالحديث عن قانون أنزل الفيولا من الدرجة الاولى الى الهواية !! كل ما اتمناه ، هو تصحيح قانون (أبولهب) .. حتى أشاهد ماكيدا يسجل ذلك الهدف الدراماتيكي على تربة إيطالية .