[بلال الحاج يونس]

تمرّين

من مجموعة لغة البحر ]


(1)



بعدَ رحيلكِ ..
بعدَ غيابِ الربيعْ
أنشودةٌ ..
على مدرجِ هذا الزمانْ
عصفورةٌ ..
تُشَقّ من ليلٍ طويلْ ..
طفولةٌ ..
تبدأ من نهاية الدورانْ ..
سماءٌ ..
تُراقص في عينيكِ ..
سماء الحنينْ

(2)


أحبك ِ ..
تغْدو الأرض سريعاً ..
ترحل من صمت قمر حزينْ ..
ترحلينْ ..بعد غياب الربيعْ ..
تمرّين من خلالي .. إنّك تمرّين ْ..
عيْناك وصْف الربيع بلحن الحنين ْ
شدوحمامٍ .. نقش رخامٍ ..
أغنية الياسمينْ
عيناك آخر علم ٍ للعالَمينْ ..
بحثٌ عن الحقيقة ..
في وجوه الحالمينْ ..
تمرين

(3)

لو كنتِ تدرين ...
بعد رحيلكِ ..
لم أرى نيسان منذ سنينْ..
لم يحطّ عصفورٌ على شُبّاكي ...
ولم أرى من خلاله إلا تشرينْ ...
لم يطرقْ بابي سوى بعض الشحاذينْ..
أو المارةِ المخطئينْ
لم أرى فجراً ..
إلاّ ورأيتك شمساً تشرقينْ

(4)

لوكنت تدرين ...
بعد رحيلكِ ..
أحببت من النساء العشرينْ
وكنتِ من خلالهنّ تمرينْ
ما رأيت عينينْ ..
إلا ورأيتك على سوادههما تضحكينْ
ما شممت يدينْ
إلاّ وكنتِ معي تتنفّسينْ

(5)

منذ عامٍ ..
غادرت العصافير أعشاشها ..
تبحثُ عني ..
ورجعتْ ..
ولمْ ترجعينْ

(6)

منذ عامٍ ..
وكل الخليقة تناديكِ ..
لترْجعي لي ..
ولمْ تسمعينْ


(7)

منذ عام ٍ..
وأنا أشعر بدفءِ يديكِ ...
بلظى نهديكِ ..
وكأنّك كنتِ بالأمسِ ...
معي .. تنامين ْ


(8)

منذ عامٍ ..
وأنا أكتبُ القصيدة ..
أحاور القصيدة ..
لعلّكِ من بيْن حروفها ..
تخرجينْ

(9)
ماذا تريدين ..
أأوقف تنفسي لعام ...
لتمرّينْ
أأشاهد نزيفي لعامٍ ...
لتبدِلي شكّكِ ..
بيقينْ
أأكتب اسمكِ .. أحبكِ..
أريدكِ .. أحتاج إليكِ ..
على جدران المساجد والكنائس ..
لترضينْ
بربك لترجعين ..
بربك لترجعين ..
بربك لترجعينْ
فقد أيقنت على مرّ السنينْ
أنّك النهايةُ ...
وأنّك بداية التكوين ْ.