أخي الفاضل الدكتور عبد الفتاح
أنا أوافقك فيما طرحته ، فمن الصعب أن نلوي النص لمنهج غريب عنه ، وقد يتناقض ومعطياته الأدبية تماماً ، وما نريد التعبر عنه هو أن المناهج ليست إلا أدوات تعين الناقد كي لا تخرج الدراسة عن الضبط ، وتبتعد عن العشوائية بالطرح ، لأن التشتت في الدراسة - أظن - سيحمّل النص مالا يحتمل ، ويخرج به من موقعه الأساسي ، إلا أن هذا لايعني أن نفرض المنهج على الدراسة ، إن ميزة الدراسة الجميلة هي التي تستفيد من معطيات مناهج عدة ، معطسات وليس قوانين ، ليتحقق المنهج التكاملي في الأدب ، لكنني لست مع من يقول بالبقاء حول الكاتب وظروف النص ، لأن الالتفاف حول النص وكاتبه يزيد الضبلبية ويفرض حتمية المقصود مما يجعل النص أحادي القراءة مغلق ، وهذه من عيوب الإبداع ، فما تناوله ذاك الناقد جمالياً ، أتناوله تاريخياً ، وغيري سياسياً ، وهكذا ، أما أن نضع الفرضيات ثم البرهان فذاك إحجاف وعمل قسري ، وما تفوق الغرب إلا لأنهم لا يضعون التعريفات القسرية ، بل نادوا بفضاء القراءة مما يولد نصوصاً وإبداعاً غير متناه، ثم كل ما جاؤوا به بذوره في تربة تراثنا وإرثنا الأدبي أياً كان ، وهذا ما أثبته الدارسون.
نحن مع القراءة المفتوحة على أوجه عدة دون التقيد بشروط قاهرة ومضنية ، الناقد هو من يفعّل المنهج وليس المنهج من يحكم الناقد بأطروحاته.
دمت بخير وعطاء أخي