كوزمين يعتذر للمواطن _ذو الاحتياجات الخاصة_ ويعوّضه
كشفت مصادر خاصة لـ «الشرق الأوسط» أن الروماني أولاريو كوزمين مدرب فريق الهلال المقال، حرص قبل مغادرته الرياض على الوصول إلى المعاق الذي طلب قميصه لدى مغادرته الملعب بعد نهائي كأس ولي العهد أمام الشباب، ولكنه لم يعر المعاق أهمية وهو في قمة غضبه إزاء الأحداث التي أدت إلى إقالته من اتحاد القدم.
وتمكـن كوزميـن من الوصـول إلى المواطـن السعــودي " علي العنـزي " الذي يسكـن الخــرج وصافحـه وأعتـذر منه وقدم له هديـة خاصــة ومبلغـاً ماليـاً يقـدر بخمسيـن ألف دولار أميركـي " نحو 187 ألف ريال " ، حسـب مصــدر خـاص ، عوضاً عن حركتـه التي وصفـت بالمسيئـة ، في حيـن كان المـدرب الروماني يؤكـد أنه لم ير المعــاق ، ولكنـه تذكــر وهو في طريق مغــادرته الملعــب أن أحداً طلب قميصـه فوضعـه على منصـة التتويـج ، ولما شاهـد اللقطـة بعد عودته إلى منزله وعرف أن من طلـب القميـص من " ذوي الإحتياجات الخاصة " بـادر إلى الإعـتذار وحـرص على الوصــول إليــه .
وقـال كوزميــن في حـواره مع قنـاة " أبو ظبــي " الرياضيـة الخميـس الماضـي ( حرصـت على الإعتـذار له ، وأعتـذر له مرة ثانيــة من موقعـي هنا في استوديو أبو ظبـي إن كان يشاهدنـي ) .
ومن خـلال تقصـي " الشـرق الأوسـط " ، اتضح أنه قابلـه قبل المغــادرة ، وقدم له مبلغاً مالياً . وحاولنـا اليوميـن الماضييـن إلى أن وصلنـا إلى " علـي العنـزي " الذي أوضـح في حديث هاتفـي أمس أنه يسكـن الخــرج ، ووعد " الشـرق الأوسـط " بحـوار خـاص .
وقـال : " فوجئـت حد عـدم التصـديق حينما عرفـت أن كوزميـن يريد مقابلتـي ، وبالفعـل حضـرت إلى الرياض ضمـن زياراتي المتكـررة ، والتقيـته ، فصافحنـي وأعتـذر منـي ، وقدم لي هـديـة خـاصــة " .
وعن نوع الهديـة رفـض علـي العنـزي تحديدها ، مـرة يقول هدية ثمينـة في معنـاها ، وأخـرى يقـول " نعـم مبلـغ مالــي لكننــي لـن أبوح به ، وسيبقـى ســراً ، لأنني وعدت بذلـك " .
وشدد على أنه سيكشـف تفاصيـل أخـرى حول اللقـاء مع كوزميـن وإنسانيتـه ومعاني مبادرته هذه وتأثيـــرها ، وبعد إلحاح قبل أن ننشـر فقط معلومات مختصــرة لحيـن الإلتقـاء في حــوار خـاص . وقـال : " هو رجـل غيـر مسلــم ، ولكـن لبـادرته وقـع مؤثـر جداً علي بين ذوي الإحتياجات الخاصـة ، إنها قمـة الإنسانيـة ، وأشكـره بالنيابـة عن كافـة زملائـي " ،
وتوشح على حديـث العنـزي الإبتسامه والإنشـراح مضيفاً " أنا سعيـد بكوزميـن واعتـذاره لي رفـع معنوياتـي ، لا أستطيـع أن أصـف مشاعــري " .
وتفهم علي العنـزي دور الإعــلام من خلال " الشـرق الأوسـط " في تعـريف المجتمـع بهذا الموقـف الإنسانـي النـادر والثـري في كل معانيـه ، واقتنـع بعد إلحاح بأهميــة النشــر ، مشدداً على عدم الإفصــاح عن نوع الهديــة .