:
في إحدى الأمسيات البائسة حيث كنت استمع لعبادي الجوهر ..!
نعم هو عبادي ذاته وبالتحديد " بنفترق "
الذي لن استطيع أخبار أحداً عنه بالصباح ..
فكنت أشعر بازدواجيتي بعض الأحيان ..!
وكان الشعور السيئ يرافقني تحت الطاولة
حيث أجلس بعد أن ادفع كرسيي نحو مكتب ( منى ) ..
ليبدأ تجمع الطالبات حول باب غرفة المعلمات وتهامسهن حول طريقتي
التي يصعب فهم "برسيتجها " المعهود ..!!
وما أن أسمع صوت النداءات لرنيم التي ما أن تعلم حتى تبدأ بالبكاء ..!
أرفض الخروج والحديث وكل شيء ..!
حتى تطل برأسها مساعدتنا العزيزة و تصرخ
" يا معلمات الحصة السادسة بدأت .. حصصكن "
أنهض وأنفض الغبار عن ملابسي وأجمع كتبي وأغادر الغرفة بلا صوت ..!
جميلة وغادة ومنى لا يحاولن فتح حديث معي ..لأنهن يعلمن الإجابة وهي الاكتفاء بإشارة امتعاض تستنطق بها حاجباي وترفض شفتاي النطق ..!
لا أتذكر جيداً كيف كان هو الدرس ..
ولكني أتذكر جيداً ما حدث خارجه .!
أكره كثيراً خروجي بهذه الحالة لأني سأخسر وظيفتي يوماً ما ..
أغلقتُ باب الصف وظللت بالخارج حتى يدق الجرس ..
إلا أن تلك البائسة حاولت اعتراضي ..
لا أعرفها حيث هي من المرحلة الثانوية
فلم تكن تعلم بجلوسي تحت الطاولة .. !
تريد دخول صفي ورفضت كـ المعتاد .. فـ أطالت الاعتراض ..
وكررت الرفض بمحاولة جادة للهدوء ..
إلا أنها لم تكن تقرأ الملامح جيداً .. وأصرت ..!
وضعتُ كتبي وأدواتي على السياج ..
وأنا استعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وأقترب منها حد ملامسة الأنف بالأنف ..
وأُربت على كتفها ثلاثاً
وأهمس لها
" لو وضعوا وظيفتي في كفه ودخولك الصف بـ كفه ..
لـ القيت بك وبها من أعلى السياج " حيث نحن بالدور الثالث .
دق الجرس وذهبت الفتاة وهي تلتفت يميناً وشمالاً بعلامات التعجب ..!!!
وربما تقول لديهم معلمة مصابة بمس الجنون بالمرحلة المتوسطة ..
ولم تكن تعلم بأني كنت أحاول تهدئتي قليلاً كي لا ألقي بها بالفعل ..!
نحن بشر ولدينا أخطاؤنا ولسنا ملائكة ..
وإن حصلنا على شهادات التقدير المغلفة ..!
بعد نصف عام دراسي أتانا بشير..يحمل لي من الأنباء ما يسوء ..!
كـ البوم هم ناقلي الأخبار المدرسية .. لا يجيدون الأحسن بها
فبعد أن أصبحت زميلتي ( مريم ) تقاسمني الصفوف المتوسطة
قرروا منحي تكريماً بتعليم المرحلة الثانوية ..!!
وهو بالأصح تعذيباً ..
يمارس بحق المعلمة المتقنة لمادتها أكثر من اللازم ..!
وبعد البعد " وزمان الصمت وعمر الحزن والشكوى " بالصف [ الأول ثانوي / 4 ]
كان به طالبة تدعى ( فاتن ) لفت انتباهي أدبها المتميز..
وحضورها المستمر البعيد عن الهروب المتكرر كزميلاتها اللاتي لم يتقبلنني بعد ..!
هي فتاة جادة وملتزمة أكثر من اللازم ..؟!
شعرت حينها أنني أمارس أشد صنوف القمع من خلال
طريقة جلوسها الغير معهوده بزمنها الحالي ..
بنظراتها المنكسرة حين نظري لها ..!
كل شيء أثار تساؤلي ..؟؟
حتى مسحها السبورة .. لي .. ونظرات زميلاتها لي بريبه ..!
أصبحت أسأل معلماتها عنها ويجبن " فاتن فاتن ما غيرها بـ 1/4 ..! "
قلت بنفسي يالله هل سـ نعود إلى حكاية رنيم من جديد ..
وبعد ثلاث أسابيع متتالية ..
ووجبة شطائر الزعتر التي طلبتها لنا جميلة بحسب رغبتها المزعجة لي ..
تذكرت من هي ( فاتن ) .. بفضل شطائر الزعتر ..
إذ هي الفتاة التي كنت سألقي بها من أعلى السياج
لا أخفيكم انتابتني موجه عارمة من الضحك المستمر..
وأصبحت تترد علي كلما دخلت صف 1/ 4 ث ..
ليس من أجل تصرف ( فاتن ) أو من أجل الرعب الذي زرعته بقلب ( فاتن )
يا الله لن اسامحني ..
إنما من أجل صوت كان يتردد بداخلي
زهايمر – زهايمر – زهايمر
قد يتبع .