منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الغموض في الشعر : أكثر من رؤية0
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2009, 12:56 AM   #2
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية قايـد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45694

قايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


مشعل الفوازي
ــــــــــــــ
* * *


أرحْبُ بكَ مُجدّداً ،
وَ بِالوَضّاءِ منْ فِكركَ .

تَطرحُ هُنا قَضيّة طَالمَا أقلَقَتْ المُتابِعيْنَ وَ المُهْتَمّين بالشّعر وَ الأدبِ عمُوماً .


فيْ أوّل المَطَر ، رَبطتَ الغُموضَ بالتّحديْث ...
إنْ كانَ التّحديثُ المَقصُود بالغُموضِ يختصّ باللفْظ فإنّ ذلكَ الغموْض لا بُدّ أنْ ينْطليْ
عَلى بيْتٍ أوْ قصيْدة في الشّعر الجَاهليّ لغرَابة وَ غموْض ألفَاظهَا ..
لذلكَ - أجزمُ - بأنّ الغُموضَ صِفةٌ مُلازمَة للشّعر فيْ كُلّ زَمانٍ وَ مكَانٍ حلّ فيْه .

تحدّثتُ عنِ الغُموضِ فقلْتُ :

لم تكن قضية الغموض حديثة الشعر ، بل مُتجذّرة بجذوره الأولى
و عن ذلك تحدث النقد القديم مُسهباً و مُقسّما ..
و رآه بعضهم شرطاً من شروط الشعر إذ " استحسن الجرجانيّ الغموض
في الشعر وليس بأي غموض، بل ذالكم الغموض المبني على التعقيد
الفني الذي ينم عن قدرة فنية فذة، فرأى أن وضوح المعنى لا يتعارض
مع المعنى اللطيف الذي يتوصل إليه بشيء من التفكير "
ويؤكد الجرجانيّ " أن الصورة لا بد أن تتميز بشيء من الغموض من خلال
تباعد أطرافها مع كون هذا التباعد مقبولاً عقلاً ولذلك فعبد القاهر يشبه هذا
النوع من الغموض في الصورة والغوص على معناه بالجوهرة النفيسة داخل
الصدفة فلا يحصل عليها إلا ببذل الجهد لشق هذه الصدفة فيبعث الطلب
الممزوج بالمشقة في النفس فرحاً وأنساً إذا ما تحصّل المطلوب "

عندما سئل أبو تمام بـ :
- لماذا تقول مالا يُفهم ؟
أجاب بـ :
- لماذا لا تفهم ما يُقال ؟

هنا أسّس بإجابته قاعدةً أخرى لقراءة الشعر ، تختلف عن تلك المُبَاشَرة
بالفهم التي أنتجتها المُباشَرة بالقول ...
لأنّ الشعر كائنٌ حيّ لا يمكنه إلاّ التعايش مع زمانه و في مكانه ، وفي هذا
العصر المليء بالنظريات و المدارس الفكرية كان لزاماً على الشعر أنْ يتجرّد
من الوضوح الفاضح و يكتسي بالغموض الواضح ليواكب الحياة و به نحيا .

عنِ القَائليْنَ بـ :
" استهانة بعض الشعراء ، بالرموز المقدسة ، وتوظيفها داخل النص بشكل غير مقبول ، تحت ذرية تفجير اللغة ، ذلك المصطلح ، والنهج الذي أدخله أدونيس ويقصد به إفراغ المفردات من دلالاتها المستقرة في الأذهان وإسقاطها على دلالات أخرى بعيدة عن مرادها الحقيقي أو بعبارة أخرى إيجاد علاقات جديدة ما بين الكلمة كرمز لغوي أو دال وبين الشيء المرموز إليه أو المدلول "


أتسَاءلُ :

- مَا هُيَ [ الرمُوز الديْنيّة ] المُسْتهانُ بهَا وَ قبْل ذَلك مَا هُوَ التَعريْف
لِمُصطَلح [ رَمزٌ ديْنيّ ] ؟

وَ أسألُ أيضَاً :

- ألَيْسَ اللفْظ سَابِقُ الأدْيانِ بالزّمَانِ وَ الوجُود ، فكِيفَ باللاحِقِ أنْ
يُؤطّر وَ يُقيّدَ السّابق ؟

:

وَظِيفةُ الشّاعر أنْ يُوجِدَ علاقةً جديدةً بيْن الألفَاظ وَ أنْ يَأخذَ بيَدهَا
مِنَ هُدوْء القَوامِيس إلى ضَوءِ الفَوانِيس ، وَ مَا الألفَاظُ الدّيْنيّة
- مَع إنكَاريْ لهَذا المُسمّى - إلاّ مِن ضِمن تلكَ الألفَاظ وَ يَستَحيلُ
إخراجهَا وَ تَقليْلهَا بِاسْتقْلالِهَا .

:

الأستاذ : مشعل الفوازي

لكَ الشّكر وَ لحضُورك باقاتٌ مِن النّور .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس