حمد الأسمري
ـــــــــــــ
* * *
تاريخ القصيدة 17 / 1 / 2009 مـ
إذن :
أين كانتْ وَ لماذا ؟!
إليكم الحِكاية كَما هيَ :
وَ لأنّني أثق جدّاً بـ [ حمد الأسمري ] ، كـ راحِب خُلقٍ وَ شَاعر ..
فقد صَدَف أنْ أكونَ أوّل قارئٍ لهذا النّص عندما طرحه أخي وصديقي حمد ،
و للثّقة السابق حديثي عنها ، قمتُ بإخفاء القصيدة و مراسلة أخي حمد بـ :
" ولأنّني أثق بشاعريّتك و قُدرتك ،
فقد قمت بنقل قصيدتك [ كيف انساك ؟ ]
إلى قسمي الخاص ..
وأطلب منك التأكد من وزن الأبيات التالية :
( كيف أنساك وأنتَ في حنايا القلـب متخاشـر
مع أطهـر شرايينـي وقلبـي يجذبـك قـوة
كيف أنساك وأنتَ لا نسيتك صاح بـي ناظـر )
فقصيدتك جاءت على بحر اللويحاني
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
إلاّ أنّ الأشطر السابقة لم تكن على ذات الوزن والبحر . "
وَ كَما هي عادة الكِبار قَدراً وَ خُلقاً جَاء ردّه كَنسائم الصباح
وَ صبْحِ النّسائم يُعلّم الأزهَار العَبَق و يُسلّم الأقمارَ الشّفق .
أقتطعُ من ردّه - و مُعتذراً قبل ذلك - :
" ... ومن خلال قراءاتي العديدة في بحور الشعر النبطي
وتفاعليه وجدت أن الاختلاف الكبير يكمن في قياسنا ألحان
النبط لنخرج بها إلى دائرة البحور الفصيحة ، فصحيح أن
الشعر النبطي وأوزانه مستمدة من البحور الفصيحة ولكن لو
رجعت أخي الكريم لمعظم الكتب التي تناولت أوزان الشعر
النبطي ستجد أنها قاصرة على إيجاد موضوع وحدوي لبناء
القصيدة الشعبية وزنيا ً دونما إختلاف .
من هذا المنطلق كان توجهي في كتابة القصيدة الشعبية
مع محاولة الحفاظ على الجرس وسلامة الوزن وتوحد القافية
فعندنا في الجنوب مثلا ً نكتب على أنواع مركبة من البحور
ربما يخيل لقارئها للوهلة الأولى أنها بعيدة كل البعد عن وزن
الشعر النبطي ... "
أخي حمد ..
هُنا درسٌ عظيمٌ يفوق الشعر و الكتابة ..
إنّه درسُ الأخلاق الفاضلة حَدّ الرّحابة .
ها أنا ذا أعتذر منك أمام الجميع بتأخري في إعادة النصّ ،
وَ أُؤكّد لكَ أنّني مازلتُ عند رأيي ، و لكنّك عندما جئتَ ليْ
بـ بابٍ يُشرقُ منه الصّواب ، لنْ أزيدَ تلكَ الموارَبة إلاّ فتْحاً
وَ للأعضاء حُريّة الرأي كمَا هيَ لنا .
:
شُكراً بحبّ خالِصْ .