منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ كِتَابُ : غَزّة ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2009, 02:32 AM   #144
نَفْثة
( كاتبة )

افتراضي






تَنَفسُوهَا




ابْتِساماتٌ على حائِطِ المَبْكى



لِـ / علي عكور



أعطني وطنا و ارمني في البحر :
قال لي هيا نستبق أيّنا يحبّ الوطنَ أكثر ؟
أجبتهُ : نتيجة السباقِ محسومة , أنت تستخْدمُ منشّطاتٍ وطنية
و أنا أعْرج .. لو منحني الوطنُ عكّازًا لسبقْتك ..

**

sms
وطني الكريم ..
أعرفُ أنك تريدُ مني أن أفديكَ بدمائي ..
لكنني أرقدُ في العناية المركّزة و أريد منْك قيمةَ دماءٍ أفديك بها ..

**

مترادفات :
الشعبُ و العشْب ..
كلاهما من جذر ثلاثيّ واحد ..
كلاهما يزرع
كلاهما ينبت
كلاهما أخضر ..
كلاهما يوطأ بالأقدام ..
و تأكله الدواب ..

**

حذاءٌ فاخرٌ و قدمٌ مبْتورة :

الوطنُ كبيرٌ جدا ..
و جميلٌ جدا ..
و متخمٌ حدّ الانفجار بالأشياء الطيبة
و الجميلة ..
لكنها ليست لي ..
و ليس بإمكاني أن أمدّ إليها يدي المجذومة ..
كلّ ما أستطيعُ فعْلهُ هو أنْ أنظر إليها منْ بعيد , و حينها
يجتاحني شعور رجلٍ يلْمحُ فاترينة محلّ أحذيةٍ أنيقٍ ..
يقف أمامهُ و يُحدّقُ فيه .. و يسلّط ضوء عينه المنْكسر على
أحذيةٍ إيطالية فاخرة تأتلِقُ خلْف الواجهة البلورية ..
ثمّ يهوي بنظره إلى قدمه المبتورة و يستحثّ عكازه للمضيّ ..

**

قاموس وطنيّ :
الوطنُ : قصيدة .
المواطنُ : شاعر .
المسؤول : ناقد غبيّ .

الوطنُ : أرضٌ طيبة .
المواطنُ : فلاحٌ نشيط .
المسؤول : سوسة تأكلُ الزرْع .

الوطنُ : مسْرحُ دمى .
المواطنُ : دمْية بلْهاء .
المسؤول : متفرج في الصف الأول .

الوطنُ : قبّعة .
المواطنُ : رأس .
المسؤول : ثقبٌ في القبعة .

الوطنُ : ملعب .
المواطنُ : كرة .
المسؤول : مضربا تنس .

الوطنُ : حصانٌ أصيل .
المواطنُ : فارسٌ نبيل .
المسؤول : طريقٌ وعرة .

الوطنُ : رأس .
المواطنُ : أفكار .
المسؤول : مقصلة .

الوطنُ : متاع .
المواطنُ : حمار .
المسؤول : سوط .

الوطنُ : أنشودة جميلة .
المواطنُ : كاتبها .
المسؤول : طفْلٌ ألثغ .

الوطنُ : مقْبرة أنيقة .
المواطنُ : جثة .
المسؤول : حانوتيّ نشيط .

الوطنُ : نهْرٌ دفّاق .
المواطنُ : ميّتٌ من العطش .
المسؤول : سياجٌ حول النهْر .

الوطنُ : جسدٌ منْهك .
المواطنُ : ألمٌ في الصدر .
المسؤول : سماعةُ طبيبٍ صمّاء .


غز/صة ..
Print

ذات الشجب و الاستنكار ..
ذات المفردات ..
ذات الصياغة ..
ذات الأسلوب ..
ذات الأسطر ..
ذات الخط ..
ذات العار ..

***

التاريخ يُعيذُ نفسه :
ليسَ هناك ما هو أدلّ على
مبلغنا العظيم من الذل و الانحطاط
أكثر من مساواتنا رشقة الحذاء برشقة السيف ..

**

خبر :
يقول الخبر المعْلن : العرب يتظاهرون من أجل غزة ..
يقول الخبر غير المعْلن : أيضا الرؤساء و الوزراء العرب ( يتظاهرون ) من أجل غزة ..

**

رصاصة :
الجرحى الفلسطينيون يحتاجون إلى دماء لإنقاذ حياتهم ..
لكننا لا نملك الدماء .. أو على الأقل دماؤنا ملوّثة بفيروس الذلّ و العار و ستقتلهم أيضا ..

**

رسالة من تحت النار :عزيزتي غزة ..
لديّ بندقية ..
لديّ سيف ..
لديّ حربة ..
لديّ سكين ..
ثمة شيء ألتمس العذر بشأنه ..
البندقية تحتاج إلى ( تصريح )
السيف للرقص و الغناء ..
الحربة مغروسة في ظهر أخي ..
و السكين لتقطيع البصل ..

**

غزة تستغيث بأعلى صوتها : ( وازعماء ) ..
الزعماء لا يفهمون العربية و يسألون المترجم : ماذا تقول غزة ؟؟

غزة لا تحتاج ترجمة حرفية ..
غزة تحتاج ترجمة فورية , ثورية ..

**

غزة و الذئب :
غزة أكلها الذئب ( العربي ) ..

**

خبر عاجل :
وصل عدد الموتى الأحياء 300 شهيد
وصل عدد الأحياء الموت 338,621,469 لا شيء

**

سفاح :

غزة لم يغتصبها الغريب ..
غزة اغتصبها إخوتها .. ..






 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نَفْثة غير متصل   رد مع اقتباس