حضورك : يجعلني أركض لعالم مجهول
غيابك : جعلني أفتح نوافذي لعالم معلوم !
. . .
تخيّلت يا حبيبي من بعدك أن مسافات السفر ستبتلعني وتهبني لبيت عزاء لا يزره إلاّ اللون الأسود ,
تخيّلتُ في غيابك أن المدينة لن تتكلم إلاّ كلاما يُخفف أوجاع الصباح والمساء , أن أماكنك ستنوح على صدري تقول لي : كان هنا !
أن لساني سيصير حزبا من " العطشانين " كل شعاراتهم تنادي بأهميّة حفظ حقوق الماء !
وأن طريق الماء في صوتي سيجفّ ..
أن حاسّة الشّم عندي ستطوف حول روائحك تستجدي عطرك .. صوتك .. وجهك ..
تخيّلتُ أني لن أمشي بالأرض إلاّ على هيئة [ وحشتنـــــي ]
وأن هذه الــ [ وحشتني ] ما هي إلا جسدا يتآكـــل بالمرض ..
تخيّلتُ أن العالم كله كله كله سيمضي مع يديك .
يااااااااه
يا سيدي صدمني خيالي !
كذب عليّ !
تخيّل أني لم أكن كل كذبات خيالي ..
تخيّل من بعدك أن : مسافات السّفر / المدينة / أماكنك / ثوبك / لساني / روائحك / وعالمك كلهم كلهم كلهم تلّبسوا غيابك وحضروا بصورة أحنّ من حضورك المعتاد ..
بطوق نجــاة يفتح لي شبابيك
نحو فجر مشهود !
* تخيّل حبيت غيابك أكثـــر من حضورك