منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وامتشق حسامه إيذانا بالرحيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2008, 02:01 AM   #1
شموخ الحرف
( كاتبة )

افتراضي وامتشق حسامه إيذانا بالرحيل



أودعك لأنسلخ من مسامك في صمت بعد رحلة طويلة _ رغم تسارع الزمن _ رحلة حملت بين طياتها ألوانا من الفرح والشوق والسعادة وكثير من الوجع ، تركت وليدا لازال مبتسرا يسكن عمق شرايين احتضنته طويلا حتى جف ماؤها لتهبه دما يتغذى من روحي ويأنس لشهقات الضعف مع زفرة أنفاسي التي تعزف سيمفونية الحياة فيزداد التصاقي بظهر البسيطة .
ها أنا أجمع بعضي أتدثر حلما لا قلب له ليهبه الحياة ، أتذكر من يبكي غيره ألما وأراني أبكي على ذاتي التي تتلاشى أمامي !
كعادتي في توثيق خيبة تلازمني أقف بين ملايين المعذبين لأودع عاما سيصبح ماضيا بعد قليل ، كان هنا وامتشق حسامه إيذانا بالرحيل ، كم علقت عليه من آمال نازعها الدمع فأسقطها معه !
لا أعرف ما الذي تبقى وكم الباقي من رصيد ذاك الحزن الذي أحمل ؟!
لست ممن يهوى البكاء وعزف الدمع على قارعة الطريق ولست جسرا إلى واحة تسكنها الحسرات وأرفض أن أجني الحنظل وطعم العلقم في سنوات عجاف لكنها مشيئة القدر أرتضيها وقد رافقتني دهرا فكانت تملكني أكثر مني .
عذرا إن أحرقت الورق فكل شيء إلى رماد كذاك عامي الذي أضيفه إلى أعوامٍ خلت ، دندنة تطرق مسمعي ( ستذكرني يوما عندما تعشق غيري ... وتبكي على فراقي كثيرا )
يتكرر الصوت مرددا : نعم ستبكي على فراقي كثيرا !!
الليل يتنفس تراتيل الفناء يسلمني لآخر معصوبة العين دون اختيار ، تطوى الصفحات وقد بللها الدمع وتظل الذكريات دلائل .
لم أعد أملك قلبا يقوى على حمل الأماني فغادر ، كل الأمر الذي أرى عامٌ راحل وهناك أجراس عام جديد ( ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل ) !

قبل المغادرة :
أردت أن أكون ورقة تطوى لعام سابق .. كنت هنا ومضيت .


 

شموخ الحرف غير متصل   رد مع اقتباس