بكل الفخر والسعادة ، والحب ، والحماس والفرح والأمل في الدنيا ، بكل الإخلاص -وقد سبق المعاني آنفة الذكر- ، بكل الانطلاق والطموح والصدق .. أحببتك.
كما وبكل الهم والقلق والشجن والغضب والاحتراق ، بكل الحميمية والافتقاد وليالٍ ليست بالقليلة بكيتها بغير حيلة .. أحببتك.
بملايين الأزرار الصماء التي تتراقص حاليا أمامي بغير سبب واضح ، بكل حبوب المهدئات التي تقاذفتني والمسكنات ، الخافضات لضغط الدم منها والرافعات .. أحببتك.
بكل جارحة كانت لي ثم زالت ، وبكل فكرة لم تكن لي ثم تقمصتني ، بكل هاجس خوف وظن وشفقة أحيانا ، وهلوسة وسُكـْر ٍ وفجور ومجون وتخلف عقلي .. أحببتك.
وبطهر راهبة لم تمسها يد الشيطان يوما .. أحببتك
وبتأمل معتـَكِف ٍ لم تشوش معتقداته مهازل الغش والنفاق .. أحببتك
وبحاجة المحرومة التائهة في سوق يعج بالعشاق والنساك والباعة الجائلين ، وبالدجاج المستنسر والفاكهة المحرمة سألتك الطريقة ، والطريق ، واتبعتك. حمـَّلتني أمتعتك في بعض الدرب ، وحملتك أمتعتي في بعضه الآخر.
ثم كثيرا ما أظلنا العراء ، وطاردتنا الذئاب ، فضحكنا . كثيرا ما ارتديتُ لك ثياب الصعاليك وتقافزتُ حول نارك أمثل مسرحيات حاكها نهاري ، ولفظها ليلي ، ثم وينتهى العرض بقـُبلة باكية .
كثيرا ما تمددتُ بجوارك أنتظر ذاك النجم ليقف فوقنا فإذا ما فعل تعابثنا أيعنيكَ أم يعنيني؟ فقطفته لي وأجبتني: ما هو إلا خدعة للتسلية أيا قلبا في جسد ، هو لكِ افعلي به ما شئتِ ، لأنكِ الحقيقة.
لماذا ؟
وبعد أن سكننا القصر الفسيح ، واعتلينا الخشبة المقدسة ليُعقد قِراننا علنا وعلى ملأ مجهول المستوى ، لم أعد أراك ، ولم تعد مهتما بأن تريني نفسك؟