طوال ثمانية عشر سنة خلت قضيتها خلف طاولة الدراسة ..
لم تمر علي - ولو لمرة - تلك الكلمة ذات الثلاثة أحرف : و ط ن ..!
سأتحدث عن تلك الحقبة :
أبان الصحوة خُنق كل مايتعلق بالوطن بدعاوى الأممية الحلم ..
وعلى من يعارض ذلك مواجهة القذف بتهم كـ : الكفر / الجاهلية / الوثنية ..
بعد تلك الغفوة .. صحونا على من يريد قتلنا بإسم الله ..
هؤلاء القتلة كانوا ببساطة نتاج حتمي / واقعي لثقافتنا
ثقافة تقدم من عاصر تلك السنوات قنابل لذيذة لصناع الموت ..
لاأنسى أناشيد الجهاد الطائشة .. الكتب التي تسرد كرامات الأفغان ..
وكيف كانت تمر الدبابة فوق أحدهم .. فيقوم وكأن شيئاً لم يكن ..
وفقرات أخرى مدهشة من ذلك السيرك السردي ..
كل ذلك وأنا لم أتخطى العاشرة ..
كان من السهل جداً تحويري لـ سوبرمان إسلامي يرى قتل الكفار أقرب طريق للجنة ..
رغم ذلك لم أتعاطف مع ذلك التيار حتى .. ربما كانت الرحمة الإلهية خلف ذلك النفور ..
وربما يعود الأمر لمعلمي التونسي الذي أهداني تلك الجريدة الخالدة : الحرية ..
والتي كانت معرفة مختلفة تلغي السائد المتطرف حولي آنذاك ..