كيبوردية [ تسوقية ]
قبل أيام العيد يخنقك [ الزحام ] - لا أعني الزكام طبعاً

- و مئات السيارات تشل حركة السير تماماً في أماكن التسوق - أعني - و قريباً من منافذ البيع تكون الحركة شبه مستحيلة بالسيارة ..
كنت في السوق و في ضمن عشرات المنتظرين مجيء رجل أمن يرحمنا برحمته و يفك الاختناق ...
حدث ما لم أتوقع مشاهدته وما لم يخطر لي على بال مطلقاً ...
في جوار الطريق \ الممر الضيق [ المزدحم \ المشلول ] تصطف عشرات البائعات المتعففات الباحثات عن الفقر [ الحلال ] ... و الباحثات عن رزقٍ يسترهن من مذلة السؤال و إذلال الإجابة ...
و أنا أنتظر الفرج و انفراج [ الزحام ] صار حدثٌ دفعني للفرجة لأنه لا يبعد عن سيارتي سوى بضعة أمتار ....
حدث أن ...
نشبت [ شرارة ] الملاسنات النسوية بين بائعة مسكينة و ثلاث نسوة ... و بسرعة الضوء اشتعلت الجاهلية و بدأ الضرب بالأيدي و كل ما يمكن حمله و الضرب به ...
بدأ المنظر دراماتيكياً \ كوميدياً سريعاً حتى تمزقت [ العبي ] و تمرغت [ الطرحات \ الشالات ] و انتثرت [ البراقع ] و تناثرت [ الشعور ] و - تقطع شعوري

- و أنا أنظر مرغماً لأن حركة السير زاد شللها مع هذا [ الحدث ] ...
الغريب أن البائعات الأخريات تدخلن في العراك [ النسوي ] بهمجية و دون تفهم للأسباب أو حتى فعل الخير و فك [ الحرب ] و بدأ الضرب من كل صوب ...
صدقاً تفاجأت بدخول بعض الرجال في المعترك ليس للتهدئة ... بل لضرب ما يمكن ضربه
كان حدثاً غريباً جداً حتى هدأ الموقف و تفرق جمع [ المتضاربات ] بالدماء و اللعنات و الصرخات و السباب و الشتائم من هنا و هناك ...
و حتى هذه اللحظة ...... لا أدري ما السبب الذي يدفع نساء للعراك أمام الناس بلا حياء أو حتى استحياء ؟؟؟
اكتشفت من هذا الموقف شراسة [ الأنثى ] و وحشيتها و أنها قادرة على ابتلاع أية انثى أو [ رجل ] تقف \ يقف في طريقها ... [ يكفينا شرها ]
و اكتشفت أن حرب [ النساء ] لا يقل همجية عن احتراب [ الرجال ] و اكتشفت أن الكائن المسكون وداعةً و جمالاً يملك مخالب حادة يظهرها عند الحاجة ..
[ حرب النساء ] لن أتحدث عنه مطولاً فكلكم يعرف أشكالاً متعددة و دواعي كثيرة له ...
هو موقف دهشت منه و لازال عالقاً في الذهن ...