:
:
شعر كهذا الشعر يا شيخة.. يكفل لك أن تعبري القطب المتجمد بأخف الثياب من غير أن يشعر الجسد بطعن الصقيع، يكفل هذا الشعر أن يلغي تشابك الأغصان في أغرز بقع الأدغال مانحاً البصر متسع السماء الصافية.
:
ريانة العود.. شاعرة الألم، قصيدة الحزن، زرياب الذات المتشظية، وهي في الوقت نفسه من تشعل الفوانيس في ليل الغرباء. اكتبوا عنها كثيراً، اقرأوها جيداً، وامنحوا النفس فرصة تجريب الشعر وتجريده عن القشر والمحسوبيات.
:
ريانة العود.. آمنة مستقرة هانئة، على الرغم من تطاول المخالب في غابة الذئاب، إنها أنثى القصيدة، والقصيدة الأنثوية الحقّة، فاكتبوا عنها.. وكأنكم تكتبون عن ذوبان قطعة حلوى في مبسم طفلة يتيمة، لم يذب حتى الآن صلب العرف المتعجرف في مجتمعها الغجري!
:
ريانة العود.. حين تصيح بالطفل في قصيدتها، وكأنها تجر المطر من تلابيب السماء، فتدّر لنا أضرع الغيمات بهجة الربيع فوق صحراءنا الخاربة، وتستحيل ذرات الرمل لحبات كرز ولؤلؤ.
:
شيخة الجابري، كل عام وأنتِ الخير وأهله أستاذتي، وكل عام وقلمك هو المخلص، المنصف، العطار الذي نؤمن بقدرته الجبارة على إصلاح ما أفسده الدهر/ الشعر!
:
ريانة العود.. كل عام والورقة التي بين يديك ملاذ الحمامات يوم أن فرت هاربة مذعورة عن هجير البيد وصقيع الأغصان، وكل عام وأنتِ حمامة الشعر الحرة، حين تطلق حجلها رسالة صلحٍ بين الذات والقصيدة، تاركة العالم لزحام العوادم، لبقايا الشراذم يوم أن أصبحت القصيدة مشنقة، والمحابر أرض المحارق الكبرى!
.