.

.
.
** غارقٌ أنت في ذاتك , تحسبُ القلوب معكَ جميعاً وهي شتّى ...
ستُفيق يوماً قبل خريف العمر لتجدَ نفسكَ وأنت وحيــدٌ وحيد !
أي تعاسةٍ ستكون فيها آن ذاك .. بل أي تعاسة أنتَ فيها الآن وأنت الأعلمُ بأن خسارة النفسِ هي أفدحُ الخسائر ...
ولأني لا أريد أن أخسرني معك ... سأٌطلقها لتتجاوز حدود النوايا .....
أن تختار عزلتك بنفسك لا يعني أنك أصبحت وحيد ...
هناك فرقٌ شاسع لا يخفى على الضاربين في دروب الحياة تعباً ... فرق بين أن تختار حياتك وأن يختارها لك الآخرون ...
أنا يا صديقي وإن اخترت عزلتي فهذا فقط حتى لا يدخلني الناس بكثرة فأفقدني ..!
وأنت هكذا بائسٌ و وحيد ... تقضم ساعات الصمت بجزع متعللاً بالزهد!
صدقني حينما يصل بك اليأس للزُهد في كل شيء – والزهدُ ليس فضيلة دائماً- الزهدُ حتى في أمنياتك الصغيرة التي نمت بين أضلُعك .. الزهد حدّ اللامُبالاة واللاشعور ...
حدّ أن تتشابه الوجوه والنوايا وتُصبحُ الأسماء دلالات غبية لقلوب بلهاء .. فأنت تعيش ضآلة شديدة ...
فأهرع لسماوات الرب واتخذ رثاء نفسك سُلّماً لعلك تسمو ..!
فكّر معي ياسحابتي و عيبي الفضّة في هذا الإنسان داخلنا ... كيف يُفتّش عن نصف أضاعه القدر منه في ملامح العابرين بعد أن عجز عن الانكفاء على ذاته ...!
ولا تبتأس على هذه الروح الثائرة داخلي و التي لا تهدأ إلا بهدهدة الصدق ... السمو .. و النبل فيمن يُقاسمني رغيف الكلمات واللحظات ..
سأعيش الحب بتصرف في أرض رحيبة أخلقها بشغبي بعيدة عن المكرور والهش والسائد !
سيكون لي رُكن / قلب أسمو فيه على جراحي وتعبي
منهكة نعم ... متهالكة لا ..
أكثر ما أخافه أن أكون احتمال خيبة في حياة من أحب .
أحب إعمال الفكر في زمن الرتابة وزمن الكثير الذين يرتدون وشاح الحكمة وهم خواء من داخلهم ..!
ولن أندم على بوحي يوماً بما أشعر ولا تلقائيتي ... بل سيكون ندمي أعظم لو انتهى بي العمرُ غداً وأنا لم أقُل ما أُريد ... لمن أُريد !
لا يخلُق الفوضى في حياةِ رجل إلا أُنثى ... ولا يُرتب فوضاه إلا أُنثى أخرى !
لا بأس ..!
ابق في فوضاك وابحث عن صوت/صورة تُرتب هذا الخراب اللذيذ وأنت تتكئْ على ذاكرة مليئة بالوجوه المُجردة من الملامح ..!
يا أنت ...ألقِ كأس وهمك ولا تعتذر ... فلا شيء يُزعجني قدر النوايا التي تأتي خلف التأسف ..!
فكم أخبرتك مراراً يا صديقي أن النوايا الجيدة وحدها لا تكفي ... صدقني لا تكفي !!