حتّى لايفسد المال كرتنا الأجمل
كثيرا ماينظر الغرب إلى الخليجيين _رجال أعمالهم خاصة_ على أنّهم محظوظين جدّا ومدلّلين من الحظّ الذي جعل منهم أغنى الناس في عشيّة وضحاها,لذلك كثيرا مايسأمون من تصرّفاتهم اتّجاه تلك الثروات ورؤيتهم الدونيّة للمال _صاحب الفضل الأكبر في نيل جاههم_وبعيدا عن كلّ تلك الأمور وبينما نحن نرى رجال أعمال الغرب وتصرفاتهم ومباهاتهم بـ أنديتهم والموجودة خاصة بالبريميرليج نجد لاعبا دخل للساحة حديثا وهو المستثمر الخليجيّ والذي يحمل كلّ تلك الصفات والتي تجعلهم يرونه كما ذكرنا سابقا.
بعد سلسلة من التصريحات الرنّانة والتي خلقت فريقا يراه الجميع عنجهيّا اتّجاه الأندية المتواضعة فالنادي بات يقلق الأندية الثريّة وبشكل لامباليّ نجد الملايين تعرض وأخرى مستعدّة للطرح أكثر في سبيل خطف أبطال تلك الفرق والوسيلة هي المال القادر على كسر كلّ قيم انتمائيّة وتحويلها إلى شيء فارغ لايسوى شيئا!,نعم أتى المستثمر الخليجي محمّلا "بشوفة النفس" وكأنّه يقول"حنّا لها" لاأدري كيف تسمح تلك الآليّة السقيمة لأنظمة البريميرليج لمتلاك نادي من قبل رئيس وزراء سابق_الرئيس التايلندي_ ومن بعده إلى مؤسّسة قريبة جدّا من الحكومة!!,المسالة ليست كرة قدمٍ إذا بل إثبات قوّة واستعراض ورؤية دونيّة لكلّ الأندية والدليل تلك العروض التي انهالت على لاعبين مرتبطين بعقود طويلة مع أنديتهم وبمغريات كبيرة وبرواتب يسيل منها اللعاب رامين بعرض الحائط كيان أنديتهم
كرة القدم هي إرثٌ بشريّ جميل مارادونا يقولوهو يبكي "أرجوكم لقد فعلت أشياءً كثيرة سيّئة لاتجعلوا تلك الأشياء السيّئة تسيء لكرة القدم فكرة القدم أجمل من ذلك" وبعد أن أهدى البطولة لنابولي قبل سنين اندفع جمهور الـ"سان باولو"العظيم وذهبوا غلى قبور آبائهم وهم يقولون"ليتكم عشتم لترون ماذا فعل مارادونا" هي سلاح البسطاء ونافذة الفقراء والتي تطلّ على الحياة الجميلة من غرفة الشقاء,أحبّ الطليان الذين رفضوا المال الامريكي مرارا وتكرارا وحافظوا على ارثهم وأبغض مايفعله الانجليز الذين سلّموا مفاتيح أنديتهم للمال الروسيّ ومن قبله الامريكيّ إلى أن وصل التايلندي ليت كرة القدم تعنيهم كحال بيرلسكوني مشجّع الميلان والذي يملك النادي نفسه ..
وكي لانبتعد عن الموضوع أقول بأنّني أحبّ فولهام المملوك من المصري الفايد أكثر من المان سيتي المملوك من أبناء أقربائنا الخليجيين,الفايد يحبّ كرة القدم وهو شخصٌ واحد _رجل أعمال_لكنّ الخليجيين ليسوا كذلك ولم يحبّوا كرة القدم يوما صدّقوني وليتنا نرى حال دورياتنا والتي تدعوا للحسرة كثيرا
على كلٍّ كرة القدم كائن طبيعيّ يغضع لتوازنٍ كـرويّ
لابدّ وأن يكون مهما كانت الظروف ومهما كانت السبل