منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هَبني قلبكَ لكي أعيش !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2008, 01:53 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 460

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي هَبني قلبكَ لكي أعيش !


[ طفلي البالغ من العمر 7 سنوات أتى إلى الحياة بتشوهٍ خَلقيٍّ في القلب , لم نجد علاجاً لهُ و بعدَ ان قُمنا ببيعِ كلِّ ما نملك للذّهابِ إلى أوروبا و زرعِ قلبٍ اصطناعيٍّ له , لم يستطع الطّفل أن يعيشَ حياتَه ككلِّ الاطفال , قائمة المحظورات كانت أوسع بكثيرٍ من من قائمة المسموحات ,

طفلي اليوم يعيشُ حياةً سعيدة , لقد تمّ زراعةُ قلبٍ لهُ من متبرّعٍ لا نعرفه , هو الآن يستطيع اللعب و الكلام عن المستقبل بعدَ أن كانَ يعدُّ الدّقائق لموته ]


في ظلِّ تطوّر العلوم الطّبيّة و كثرة الأبحاث العلميّة الّتي أدّت إلى ايجاد علاجاتٍ لأمراضٍ و عللٍ كثيرة , يبرزُ لنا التّبرعُ بالأعضاء كحلٍّ ناجعٍ للكثيرِ من الامراض و الاصابات و التّشوّهاتِ التي لا علاجَ آخر لها ,

و ما بينَ رأيِ المجتمع و الدّين و مشاعرِ الانسان بينَ قبولٍ و رفضٍ للأمر , يأتي رأي العلم و محدوديّاتهُ لعمليّاتِ تبرّع الأعضاء :

من يستطيع التّبرّع ؟

كلُّ انسانٍ يستطيعُ التّبرع بعضوٍ من جسمه شرطَ ان يكونَ العضو سليماً و لا يؤثّرُ التّبرعُ بهِ على حياةِ المتبرّعِ أو يؤدّي إلى أذاهُ في وظائفِ جسمه .

بعدَ وفاتِهِ يستطيع الانسان التّبرّع بجميعِ أعضاءِ جسده , هذهِ الوفاة تسمّى طبيّاً بالوفاةِ الدّماغيّة , حيثُ تعملُ اعضاءُ الجسدِ بمساعدةِ الأجهزةِ الطبيّة المختلفة عدا دماغهُ الّذي يكونُ قد توقّفَ عن العمل و يتمُّ تحديدُ ذلكَ عن طريقِ الفحوصات المختلفة كالتخطيط الكهربائي للدماغ و فحص حدقة العين و التأكّد من أنَّ عملَ الدّماغ غير متأثّرٍ باصابةٍ أخرى , يمكنُ لهُ أن يعودَ للعملِ بعدَ أن يتمَّ رفعُ تلك الاصابة , كما أنَّ الموتَ الدّماغي يجبُ أن يتمَّ تشخيصهُ من قِبل طبيبين موثوقين على الاقلّ .

و تحدثُ الوفاةُ الدِّماغيّةُ غالباً نتيجةَ حوادثِ السّيرِ أو تلقّي ضربةٍ قاسيةٍ على الرأس تتسبّبُ بأذىً و نزيفٍ دماغيّ من الدّرجةِ المتقدّمة , أو قد تكونُ ناتجةً عن مرضٍ دماغيّ .

بالنّسبةِ للأعضاء التي يمكنُ التّبرعُ بها و نقلها إلى جسدٍ آخر فهي القلب , الرّئة , الكبد , الكليتين , البنكرياس , الأمعاء و أقسام من الجلد إضافةً إلى القرنيّة , العظيمات السمعيّة في الأذن الوسطى , دسامات القلب , أجزاء من الأوعية الدّموية ( الشرايين و الأوردة ) , السّحايا الدّماغيّة , خلايا عظميّة , خلايا غضروفيّة و أجزاء من الأوتار .

و اليوم يعيشُ عددٌ هائلٌ من النّاسِ في انتظارِ معجزةٍ تأتي لهم بعلاجٍ أو عضوٍ بديلٍ عن أعضائهم التّالفة , و يموتُ الكثيرونَ منهم لقلّة عددِ المتبرعين أو لعدمِ قدرتهم الماديّة على السّفرِ للخارج حيثُ يستطيعونَ الحصولَ على عضوٍ بديل , أو دفعِ سعر عضوٍ بديلٍ في سوقِ نخاسةِ الأعضاء الّذي تستغلّه مافيا الأعضاء معتمدةً بذلك على السّرقةِ و التّجارةِ و الخطفِ و القتل .


في أوروبا مثلاً جمعيّةٌ للتّبرعِ بالأعضاء , يقفُ فيها الكثيرُ من الناس على لائحة المحتاجين لعضو و يتمُّ ترتيبُ هذه اللائحة وفقَ معاييرٍ معيّنة كالعمر و مدى الحاجة و النّفع المرجوّ من النقل و البعد المكانيُّ للمتبرِّعِ عن المتبرَّعِ لهُ , و في بعضِ الدّولِ كالنّمسا مثلاً يُعتبرُ كلُّ ميّتٍ متبرعٌ بأعضائه مالم يتمَّ ابرازُ وثيقةٍ تُثبتُ أنّهُ أوصى بعدمِ أخذِ أعضائه من جسده و بهذه الطّريقة ازداد عدد الأعضاء المنقولة في السّنوات الأخيرة بشكلٍ ملحوظ .

إنَّ النّاظرَ للموضوعِ بعينِ الانسانِ السّليمِ الذي لا يحتاجُ لعضوٍ بديلٍ , قد يجدُ أنَّ الأمرَ برمّتهِ غيرُ معقولٍ أو مقبولٍ , و لكنّهُ حينَ يحتاجُ يوماً لذلك أو يرى شخصاً عزيزاً عليه محتاجاً لعضوٍ بديلٍ , فإنَّ نظرتهُ للأمرِ قد تتغيّر .

:
و أخيراً :

ما رأيكَ بالتّبرعُ بالأعضاء ؟ و هل أنتَ مستعّدٌ لفعلِ ذلك ؟ بأيّ أعضائكَ ستتبرّع ؟

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس