رضوان الهاشمي
رأيتك حين كتابتك هذا المقال
تُمسك الورقة من أطرافها الأربعة
وتوجّهها نحو السماء
محلّقةً بسندٍ قوي
...
حسناً إليك ما حاكه محيط رأسي الصغير ..
...
يقال قديماً "الناس أعداء ما جهلوا"
وعليه أعتقد من الطبيعي الرفض لأي فكرة (جديدة) في البدء فعلى سبيل المثال عندما أقدم إليك صندوق غريب الشكل مغلق وأقول إفتحه حتى لو كنت تعرفني و تؤمن بصدق نواياي ، سينتابك البعض من التردد وإلا لما عُرفَ شعور التردد ، حسناً ... المصيبة من وجهة نظري عند إبداء الفكرة والبرهنة عليها وبعد ذلك يأتي البعض ويرفضها .
الحقيقة أنه هنا تنحى القضية منحى آخر حتى تندرج في جدول القضايا النفسية فهناك الكثير من البشر يحملون ما يسمى بالشخصية المتحفّظة ، أو الشخصية المثالية ، أو الشخصية التقليدية وهؤلاء ليسوا سيئين ولكن سلوكياتهم عندما يمرّ بهم أي جديد لابد أن يُعرض على مرشّحات نفسية وعقلية ، هذه المرشحات يحكمها شخصيّة المرء ، تربيته وتنشئته ، بيئته ومجتمعه لذلك تجدهم دائماً ينادون بالمثل العليا ، ويتشبّثون بالعادات والتقاليد ، كما أنّهم دائماً ما يرسمون في مخيلاتهم مثلهم الأعلى الذي يحاولون محاكاته.
وهناك شخصية أخرى أخطر على أنفسهم من الأولى وهي الشخصية المترددة التي يكون صاحبها من أشدّ المحاولين بقدر المستطاع لإخفاء ذاته عن الجديد وسبره عن بُعد حتى إن رأى من حوله قد آمنوا بتلك الفكرة إطمئن وآمن .
كما أن هناك الشخصية المعتدلة التي صاحبها إن أتاه جديد عرضه على العقل ثم على ثوابته التي يعتقد بها ويؤمن بصدقها وبعد هذين المرشحين يتم القبول أو الرفض ... حسناً ... حاولت أوجز في الجانب النفسي هنا مع العلم بأهميته .
أمّا من ناحية سؤال ذوو الخبرة فلي تحفّظ عليه بشكل كبير ، وعلى الرغم من ذلك أقول أن السؤال والمشورة أمرين مهمّين في تدعيم رأي ،.. المعضلة أن الثقافة العربية تدعم كثيراً مسألة كبار السن وأن كبير السن من المنطقي أن يعرف من أسرار الحياة العدد الكبير ، أقول لا و الـ لا هنا تعني ذاتها بكاملها ليس فيها شكّ فمن الطبيعي والمنطقي والراجح أن يأتي الرأي السديد من شاب في بداية عشرينه ويخطئ الخطأ الفادح صاحب الكم الخمسيني من العمر ، فالخبرة لا تقاس بالعمر تقاس بالعقل ، قد يمرّ شاب ذكيّ وذو حكمة و(فطن) أقول قد يمرّ في أحداث لا تتعدى سنواتها أصابع اليد الواحدة ويستنتج ويستنبط منها الدروس الجمّة التي تكفيه مؤونة خمسين عام ، وقد تمرّ خمسين عام بشخص بليد أحمق شارد الذهن فلا يخرج إلا بمعرفة الطرق المؤدية إلى أماكنه وبعض الكلمات التي إعتاد أن يقولها كل يوم .
رضوان ..
بالنسبة للشخص الذي قد لن يقتنع بفكرة تبدى له ويتضح ظاهرها أنها توصله إلى النجاح أوافقك قد يكون البعض من الأشخاص يرفض الأفكار هكذا كيف ما اتفق ، ولكن هناك الكثير وهذا مهمّ أقول هناك الكثير يرفض الكثير والغالي والثمين من الأفكار ليس لأجل الرفض ذاته ولكن لأنه شخص يحمل في محيط رأسه خطّة قد ناقشها وأصلحها وهو ماضٍ لتحقيقها ، وعليه هو كمحارب حصّن نفسه بالقلنصوة والدروع ودرّب نفسه على فنون القتال وجهّز حصانه للإقدام وأشعل جميع المنبهات ثم ألقى بجسده إلى ساحة القتال . فيقال قديماً "الذي ليس لديه خطّة سيكون من خطط الآخرين" .
رضوان أشكرك وعليك أن تحتمل فكرة كثرة حروفي هنا
في متصفّحك المليء بالأفكار الجديدة الجيّدة .