[ غُرزة : رجل الغُراب ]

أحلامنا ... التي لا تموت .. تمضي معنا ..
ولاتكبُر ...
تنتشلنا يد العُمر ... منّا باكراً ..
ونظل نُخيط أحلامنا .. بخيط الطفولة الملتف ببكرة ذاكرتنا ..
أطل على وجه أُمي .. لـ أشُعّ .. من سنا طُهرها ..
أمُد يدي لـ الجنة القابعة تحت رحمة قدميها ..
أميل بإبتسامةٍ .. لـ أرشي بها فراشات النور .. الماكثة بكفيها ..لتعقُد شعري .. بشريطة قُزح ..
أنمو دُفعةً واحدة .. بجوار شُرفات الشمس ..
ومقعدٍ هزّازّ .. يُلاعب خصلات الضوء .. الـ تحاول
القبض على وجهي ..يدنيني منها تارة .. ويبعدني عنها تارةٌ أخرى ..
بجانبي صندوقٌ تختبأ فيه الزهور ..تغزل الخيوط .. لي ..
لـ أُطرزها على صدر القماش .. غُرزة عُمرٍ لاتذبل ...
أمراة راقية ..:
إذاً هي قطعة قُماشٍ وإبرة ظلها خيطٌ طووووووويل ..
مرة يأتي غُصنٌ أخضر ملتوي بعُنق قُرنفلة حمراء .. ومرة يأتي بُقعة بحيرة صامتة ..
هو في كل بقعة له شكلٌ ولون ..
هكذا كان حلمي .. ليس له ظلاً واحداً.. ولاشكلاً واحداً .. ولالوناً واحداً..
حلمي أمرأة راقية تُشبه تلك الأم المثالية
بأفلام الكرتون ..
لاتفارق .. مقعدٌها ذو الساقين المتقوستين ..
ليلة البارحة كانت أُختي الصُغرى ..
تركن بتفصيلها جانبي ..وتحشر بين يدي .. قطعة قماشٍ صغيرة ..
أرادت هذه المرة أن تكون الإبرة بظلٍ أسود ...
وغُرزة : ملامحها رجل الغراب ..
كان حلمي بجانبي .. حينها ..يمسك أصابعي .. ويدلُني على الغرزة ..
دون ثرثرة كُتب ..
أختي : [ يالله ماشاء الله عليش ]...
تملكين ذاكرة قوية ... ولم تنسها ..
وأنا لمجرد أن أبتعدت عن الـ [ أبله] بمقدار خطوتين نسيتها ...
حينها يضحك ربيعٌ فتيّ في قلبي ..
وأنضج برُقي طالما حرصت عليه
والبحر ...سرٌ تحكيه لي تلك
اللؤلؤة العالقة بحلمة أُذني ...
لذلك أنا أعيش بذاكرة بحار .. لاتجف ..حين أُحب ..