منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليل لايتسع لـ دمعتين / لـ حقيقتين .......!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2008, 08:03 PM   #8
خالد الروقي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


ويا... زهره
.
.
.
أستأذنكِ جلب ( أحمد )

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صديق لي ..

أسود الملامح ... أبيض المبادئ

عرفته مذ أول بداية نبضي

أفقره زمنه وأقررته بالداخل أنا

حضر إلي في ذات المساء الأخير

يكتب بخرافة الكاتب .. ويمتطي صهوة المشاعر نحو أفق بعيد

يكتب على ورق " الساندويتش " الرقيق برقة أرق

يتبعثر بين رقة الورق ورقة احاسيسه .. ورؤية الآخرين له " رقيقاً "

لفظته والدته على هذه الأرض المقفرة وغادرته الى الأبد بعدما لملمت حكاية والده

المفقود منذ زمن كئيب ....!

وبكى أحمد هذا اليوم ... وأبكاني

وبكينا سوياً ... وسيستمر بكاؤنا حتى آخر كتابة بيننا وحتى تسيل مشاعر الآخرين طهرا

أحمد ... يعمل أجيراً في سوق الخضار ... وتحت إمرة جشع بشع لايفرق بين

الخيار ... والإختيار / البصل والعسل

الزيتون و الجنون

وراح أحمد يصرخ بوجهي ... ولايلام

وراح أحمد يبيعني من عذب البوح النعناع ليسد رمق الجياع

وراح أحمد يتشظى عبارات خرجت من شفاه بيضاء

وراح يحدثني عن محاولاته اليائسه لإثبات أن البرتقال برئ من " يالبرتقاله"

وراح أحمد يقسم بالله أن :-

محصول الجزر ... لايفي بحاجاته اليومية والمتأرجحة بين مد ٍ وجزْر

وأن :- نهاية يومه بعد تحميل كميات البطاطس هي كلمة من مؤجره هي

كلمة ... " طس "

أحقاً ياأحمد قتلوك بسوق الخضار ........!

قال لي في خضم البكاء ... إمنحني من صدرك قفصاً أحتمي به

بكيت حينها ... لهذا الوعي المتدفق

وقاطعني الحب بقوله :- زلزلة خوف ياخالد تطردني من كل الوجوه

وكأني بنار الآخرة الطاردة للمحشر وأردف :-

وأي حشر أكبر من سوق الخضار ... وأي " حشري " غير مؤجري

التزمت الصمت احتراماً كي يخرج مابه من غل ...

نظرني بنظرة تشبه ورق خريف أيلول وقال :-

أعمل أنا في سوق الخضار .. وأشاهد بأم عيني الثمار

وأحسد الثمار فهي تنتمي الى اشجار أما أنا فلا

أنا المقطوع من شجره ... المقتول بحسره

وبكى أحمد وبكى أحمد حد التجهش .....!

وحاولت جمعه من هذا الضياع ..بعبارات

ولكنه وضع كفه السوداء البيضاء الحرف على شفاهي

وصمتنا جميعاً ... ثم أخرج من قميصه ورقة رقيقة ووضعها بيدي

ورحل أحمد .... الى لاأعلم ...!

وغاب أحمد وبحثت عنه فلم أجد من بقاياه سوى ماوضعه بكفي

وما أسكنه صدري وكانت رسالة كُتِبَ فيها ...

اليك...أيها المسكون بوجودك بملامح لن تتأرجح في عيني وان أخذني إغتراب

سوف تنبئ لك قادمية الأيام عن حجم العلاقة بيننا

وسوف تعرف أنك موسوم في داخلي بالحب

وأن رسوم الحقيقة صعبة كصعوبة رحيلي هذا

وسأجعل لك في مسالكي صورة أرقبها دوماً

عش كما أنت خالداً ولاتمت .. فوالله لاموت الا فراقك

وأعرف أنك تعيش مثلي برجوازية نتجاذب أطرافها

صديقي ... قرأت لك ( أيها الغلام .. أجمل أصدقاؤك .. أكبرهم في الظلام )

ولن تصغر ...... خالد

***

وتوقيع بيد أحمد

_________

أحمد رحل .... منذ مايقارب الحب ونصف

أحمد لن يعد

لقد غادرتني انسانية بِكر مظلومة في زمن النبات

أحمد أقوى ذراع كتب لي .. وأرهف مشاعر خاطبتني

*****

لله درك أحمد ... غب فلن تغب


**


كتبها خالد في ذكرى الراحل ..

أحمد الأبيض

 

التوقيع

....


التعديل الأخير تم بواسطة خالد الروقي ; 10-29-2008 الساعة 08:06 PM.

خالد الروقي غير متصل   رد مع اقتباس