البِدَايَةْ :
أَسَاميٍ لا تَقْبَلُ الكِنَايَةْ .!
أَحْفَظُهَا كُلّمَا تَثَاقَلْتُ الخُطَى ..
وَغَرّرَ بِي " مَنْفَى " عَنْ عُيونِ الوَطَنْ ..
أَرَدّدهَا عَلَى مَسَامِعِ قَلْبٍ وَكَأَنّيَّ أَزُورُ الغَابِرَ الغَادِيَّ " مِنْهُمْ "
: " مِنّْ زَمَنْ " ..
كُلَّ شَهْقَةٍ ..
وَكَبْتُ دَمْعَةٍ ..
كَانَتْ كَفِيلَةً بِزَحْزَحَةِ كُلِّ أَحْجَارِ الأَسْوَارْ ..
:كُلِّ المِحَنْ !
هُمْ عَلّمُونِي:
أَنَّ الحَيَاةَ لَهُمْ " ذَنْبٌ " مَا بَقِيَّ يُجَدّدْ ..
وأَنَّ المَوْتَ مِنْهُمْ بَرَاءٌ مِنْهُ لا يُبَدّد ..
... وَلَمْ أَفْتَرِضْ .
هُمْ ذَكّرُونِي :
بِمَسَاكِنَ لَمْ تَعُد تُؤوِي سِوَى الذّكْرَى و بَائِدِ ال/وَعَدْ ..
بِلَيَالٍ تُعَمَّرُ شُوقاً وَحَنِيناً لِلّذِي لَمْ يَعُدْ ..
بِكُلُّ صُبْحٍ يُشْرِقُ ظُلْماً فِيهِمْ يَبْتَعِدْ ..
... وَلا أَتّعِضْ .
بِحُبٍ أَوّثَقُونِي:
بِالتّمَنّي ..
وَكَافِرِ ظَنّي ..
بِالنّزُوحِ عَنّي .. " أُغَادِرُ دَوْماً " لِ/ لا أَحَدْ ..
ووَأدٌ فَرْضْ ..
هُمْ وَهُمْ حِينَ أَكُونُهم كُلّنَا " يُغَادِرُ " لِآخَرْ ..
يَمُرْ العُمرْ وَبَعْضُنَا بِلا بَعْضِهِ " الآخَرُ " عَابِرْ ..
الرّوحْ هِيَ : الذّكْرَى
مَابَقِيتْ أَبْقَى : "لا أَنْسَى" ..
وَإِنْ تَنَاسَتْ هِيَ ...
لا يَبْقَى" لِي "سِوَى ال : أَفْنَى ..
الرّوحْ والشّوقْ .. ضِدّانِ وَإِنْ تَوَازَيا لا يَلْتَقِيَانْ ..
يَتَكَاثَرُ أَحَدّهُمَا فيََكْثَرُ الآخَرْ ..لا يَنْتَهِيانْ ..
يَبْدَأُ هُوَ .. ولا تَقِفُ الأُخْرَى ..
والأَمْوَاتُ أَكْثَرُ حَظاً لَوْ رَغِبْنَا ..
يَغْبِطُهُمْ مَنْ تَفَانَى مَنْفَاهُ فِيهِ بُعْداً وَحُزْنَا ..
يَتَحَدّثُهُمْ مُنَادَى يَسْتَحْضِرُ مَاكَانْ مَنْهُ بِهِمْ ..
يَرْحَلُ بِهِ لَهُمْ ولا يَعُودُ حَياً سِواهُمْ ..
يَغِيبُونْ .. و نَغِيبُ عَنَّا ..
هَذَا حَالٌ : مَالَ وَأَنْقَضَى ...
قَبْلَ أَنْ تَلْفِظَ الأَرْضُ سَاكِنِيهَا لَهَا ..
قَبْلَ أَنْ تَتَشَكّلَ السّمَاءَ بِهَا ..
مَطَراً :" يَرْتَقِي ".. لا يَنْتَظِرُ إِسْتِسقَاءَ مَوْتَى ..
يَبْعَثُونَ قَبْلَ البَشْرَى ..