ليلة ريح
تكالب اليل ينهش من ظلوع النهار
لين غربت شمسه العصر، وضوى ذيبها
ليلة حزينة شحوبة مايلة ل صفرار
ما كان لين الغسق فيها مواجيبها
تدوي بها ريح غبراء, ما تحشّم الخضار
ترمي بمايل رطبها من مخاليبها
ومساكن البائسين المتعبين الفقار
تكشف سترها وتتعرى مواكيبها
تنشح مواعينها وتكب قاز الفنار
يلين يأصل صياح صغارها شيبها
توقض سكون الجماد, وتهزاء بكل نار
وترغي نياق القبيلة من مراقيبها
ما مرها الا فزع,,قلوب وجلى, انتظار
ونسوان تلطم خدود وتفتقه جيبها
ليلة من الذعر والتسبيح والانكسار
تمحي عراقيبها__ وتعيد ترتيبها
تتوجس وجوه, يكسوها بياض الوقار
وتحج ذكرا ً,, وترخي من مناكيبها
(( يالله جينا ضعاف ٍ وانت نعم الجوار
يا اكرم من المزن, من ديمة مزاريبها
يالله اغثنا..اغثنا.. اغثنا قرار
تقر به نفس بات الخوف يسريبها))
وتخاوع* شوي ,, يومض للمصاب انحسار
وتهداء وتسكن قلوب حدها ريبها
وتطيح ع الواكبات من الجذوع الخمار
تحفظ حرمها,, وما يظهر معايبها
ويهب كوس ٍ يصفي ما علق من غبار
ع وجه رمانتة ٍ بشّر وقت طيبها
ويتلعثم الفجر,, بخيوط تشيع النهار
وتنبي بريحة مطر تغسل لواهيها...
خميس الوشاحي
*تخاوع: مفردة قديمة تطلق عند اول سكون للريح