منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - و ما بـَـعدها !
الموضوع: و ما بـَـعدها !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2008, 03:17 AM   #1
وشـــاح
( كاتبة )

الصورة الرمزية وشـــاح

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

وشـــاح غير متواجد حاليا

افتراضي و ما بـَـعدها !




,’

لأقول شيئا ً آخر , عن المكان الذي جئت ُ : خرجت ُ منه
عن الـ آهة التي صرخَـتـْها لـ تدلفني إلى الخارج , لـ تطردني بعيدا ً عنها
عن التوعك الذي أسببه لها بإصرار عجيب , عن يدي التي تطرق ولا تكل ّ - كما الغرباء يطرقون بأقدامهم الأرض بحثا ً عن وطن - بابها الداخلي , لتبصقني إلى الغربة ضيفا ً لا مرحبا ً به , بعد أن كنت ُ الأهل في وطن ,
للغربة التي اخترتها حليفا ً كـ الظل عبء ٌ عليّ
للعيون التي ترفع سوادها عني
للأيادي التي تختبئ - في جحورها فئران ٌ - عن يدي
للطريق الغابر ألف سنة
للإضاءة - التي تلمحني أخب الليل - تنطفئ فلا أراها
للرصيف الحنون يجمع ُ الحصى عني , يرفع ُ لي موضعا ً لا تطاله ُ نملة
للنعمة ِ تبرق ُ في جلبابهم
للوسخ يختم بليدا ً على ثوبي
لصوت ٍ لا أسمعه إلا مؤنبا ً , ساخطا ً , يلعن ُ وجهي حين أبتسم
لكلمة ألصقت بي : تنكرت ُ لها غير آسفة
لحق ٍ كان لي : و ما اخترت ُ و ما رغبت ُ تحقيقه
للريال أدفعه ُ ممزقا ً
للرخاء يستريح ليليا ً تحت أجسادهم
للشقاء يلتحفني مبطنا ً بـ شوق يفيض
للساعة عقاربها مذهبة تركض في أيديهم مسالمة : و تمشي حثيثا ً و تلدغني ثم تعود للجدار
للصبح الذي لا ينير و لا شمسه تشرق
للخوف , للدفء , للشجرة البخيلة , لحلم ٍ لا ينقطع ,
لمكة أيمم وجهي نحوها , أعمّق حفرة ً لـ يدي , و أسجد بيد ٍ واحدة , : استغفر الله ثلاثا ً من طرقة ٍ باعدت بين أسفاري و أدعو : يارب ّ .. وطن ٌ وطن ٌ وطنْ !

,’

 

التوقيع

وذا الماء مائي
وذا اليبْس يبْسي *

وشـــاح غير متصل   رد مع اقتباس