[نورا إسماعيل]

على غير عادتي في متابعة أي مسلسل إلا ماندر قبعت وراء الشاشة أنتظرها كل ليلة
. ظل الياسمين
دراما خليجية قالت للواقع أنا هنا وهذه صفحات من أرشيفي العربي المسلم الملامح حمل آلام وآمال أنثى كان سوء الحظ لها بالمرصاد وكانت وعلى مدى كل مسيرتها تبدو ضعيفة مسلوبة الإرادة لم تعرف في حياتها يوما أخذت فيه .. أبدا
كانت صديقة مخلصة للعطاء وفية للأمومة ..وللقرابة

وهي نموذج سيذكرنا بأمهاتنا في صور كثيرة اعتدنا عليها ..
صور كنا نظن أنها عادية .. لايمكن لنا أن نتصورهن غير ذلك
ياسمين .. ذكرتني بأمي التي كانت تبدو ضعيفة دائما .. لكن مع الأيام عرفت أن هذا الضعف قوة وهو سلاح ذو حدين قد يكون سلبها الكثير من حقوقها لكن في النهاية ربحت بيتها وأولادها
وتركت بصمة في قلوب كل من عرفها وعاش في كنفها
مايحيرني

ترى هل كانت عرفت طريق القوة وسلكته بمهارة واستعارت مايلزم لتغطية الدور واتقانه
أم أن الفطرة وهبتها نعمة القوة ومنحتها هذه الهالة

أيضا
لن أنسى جد ياسمين في المسلسل وكم ذكرني بجدي في الواقع
فكلما تمرد وحرك العصا ملوحا مهددا تعود بي الذاكرة إلى جدي
وكيف لوحها مرارا وتكرارا في وجهي بل زاد على ذلك بأن
رماها مرة فأخطأتني ولكنها لم تخطىء آلة التسجيل الصغيرة التي
كانت ترافقني دائما
يومها بكيت وشكوته لأمي التي ماكان منها إلا أن ضمتني
إلى صدرها وأرضتني بالجديد وطلبت أن تعرف السبب فقلت لها
ودموعي تسبقني أم كلثوم تغني
(يارب .. ..................تفضل حلاوة أول لقاء )
وطبعا كانت كلمة يارب طويلة وسمعها بتركيز عال
و قام من فراشه مسرعا ينشد صلاة الفجر وهو يقول
أشهد أن لاإله إلا الله
فقلت له .. ياجدي إنها أم كلثوم .. لم يحن أذان الفجر بعد

أمي رحمها الله ورحم كل أمواتنا قالت عشت عمري ولم أسمع منهه كلمة خارجة ولم يحرك عصاه تجاهي .. !!!

أعود إلى ظل الياسمين .. وأتمنى أن تكون كل مسلسلاتنا نحن كما كنا وكما يجب أن نكون فنحن واقع
وأرشيفنا يشهد لنا بكل ماهو جميل وأنيق
ماعلينا إلا أن نبحر فيه ونتزود


شكرا للخليج الذي أتحفنا و لكل ما قام بهذا العمل الذي استحق التحية بقوة وحب واحترام