منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - العنوان: مدخنة 18 +
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2008, 07:00 PM   #18
أمل السويدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية أمل السويدي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 العنوان: مدخنة 18 +

معدل تقييم المستوى: 0

أمل السويدي غير متواجد حاليا

افتراضي


أن تتأخر عني، يدفعني لثني أصابع كلتا يديّ، ومقاربتهما لرأسي مثل محاولة للإقدام على الجنون والصراخ، اعتدت على وجودك قبلي على الحافة، حيث نجلس هناك، تقابلني بوضعية جلوس حين تمد رِجْليك للأمام بينما أتداخل في لَيِّ الركب، قريباً جداً، تلتف الساق بالساق، وأيادينا متشابكة عندما أنظر إلى عرش الرحمن بعيداً وأحاول الاعتراف لك كثيراً بأشياء غير مهمة لكنك ستهتم بها وستسألني في تفاصيلها ومشاعري حينذاك، على الحافة سنسخر من الوادِ الوضيع، وسنرميه بالحجارة لمجرد نية الشغب، ظهري المواجه للسقوط لا يخاف، هذا الجرف آمن جداً معك، وإن سكنته العفاريت والأشباح، أشعر بأن جميع الأرواح تدور حولنا في دائرة، وتحيط بنا، ترقبنا، تتحين فرصة انفصالك عني، ويدركني التعب، أشتكي من الوقت الطويل، وأنك تأخرت اليوم ولوهلة، تتطاير الخفافيش من الوادي إليّ، تنتقص من قميصي، هذه العمياء تفقىء رؤوس أصابعي، وطواط ضخم أبيض، يخربش على ساعديّ وأبكي باسمك، يأتيني الألم على مقادير، أتذكر المدخنة وأنت، وتلقائياً أتوعك وأسعل دخاناً كثيراً، وأرفع يدي لفمي أكتم النفثات حتى أحدق في راحتي كفي، فإذ بالفحم يغطيها، أفقد وعي تحديداً بعد مناداتك وأنت تركض، تركض، تركض وتركض، أسمع صوتك المرح في صدغي المتجه لميمنةٍ ويدك أسفل عنقي، لا أتبين وجهك، لا أراه، تبسمل عليّ وأود لو أضغط عليك في قبضة، وأخبرك أن لا تستتر وتعدني بأنها آخر مرّة، وبغباء أبهت بين يديك، وأختفي، لم أعلمك من قبل أنني أتبخر سريعاً حين تلمسني، تجعلني كائناً خفيفاً، تخلص من جسده أخيراً، وارتقى إلى السماوات ليغني أغنية بائسة مع الملائكة، والآن على هذا البُعد والعُلو والانخفاض والاستدارات والانفجارات والأمواج مثل الكوارث الربانية، كيف سنلتقي على الحوافِّ بالتلامس وبيننا برزخ لا يبغيان، أصبحت لا إرادياً أبكي عند الحواجز، قريباً من الجدار، أسفل مقبض الباب، بعيداً عن يسار النوافذ، عند مداخل المحلات التجارية، على سلالم طائرة الخطوط الجوية القطرية ورأس المها بقرنيه ينبهني إلى قضيبين من المعدن في زنزانة، وأحياناً عبر طريق سلوى ونهاية رسغ قطر على الحدود، وأفكر بشراء ساعة معصم هائلة للأرض، وتوقيتها على موعد هروبي معك – ما رأيك بالعاشرة وعشر دقائق ؟– إلى بُعْدٍ رابع وليس بتكعيبي، خذني إليك وزمّ شفتيك، فإنني أحبّ الرَجُل صَفَّارا، واشتر لي بالوناً أحمر حينها، لأتعمد إفلاته والصياح بأسف: ’’يوه! طاااااار!‘‘، في محاولة لإزعاج صفيرك بينما ستغمز وتشد ذراعي لتتابع تمرير الهواء في صدرك في قُبلة نحو رئتيّ، للمرة المليون أتيقن أن محاولاتي لإثارة العصب الأكبر فيك، لا يُجْدِ، أفعل ذلك لمتعتي الخاصة، أمتحنك ربما، أصنع لك فخاخاً لتنقلب في حبل الشجرة، لكنني أقع بدلاً عنك وينقلب الكون أمامي لتضحك على ما يلي: "شَعري الـ مقابل للعشب حينما تتسابق السناجب بالجوز، وتصعد للجذع عبر مرورها من هامتي، لعنقي، ويدخل سنجاب صغير في عروة الصدر لأشهق عالياً ومنه عبر رجلي ليقفز إلى الغصن ويجري، يدي الواحدة التي تجمع الفستان بين ساقين، لمنعه من الجاذبية، وفردة حذائي المرمية تحت رأسي "، وبهدوء تنزلني، تشد أذني: ’’إلى متى المكائد يا لعوب؟‘‘، ’’ إلى قيام الساعة وأنت معي‘‘، تغلغل أصابعك في غرتي، وتفسد النفخة متعمداً وتتابع الضحك حين أدفعك: ’’هييييه!‘‘، تأخذ برأيي: ’’نذهب للمدخنة؟، نجحت في طلاء قطع الفحم، لدينا اليوم فحم ملون، وألواح محلاة وبالون أحمر جديد، ربطته جيداً بالفوهة، كي لا تفلتيه مجدداً ‘‘، أُخرج لساني بعبث، وأنهض معك، يدك في يدي، نسير وذيلي السنجاب يميل في الطريق، وأخبرك بأنني سأمتلك ذيل الثعلب وأذناه أيضاً: ’’ تحبُ ذيلي، مُوْ ؟‘‘، ’’مُوْ جداً !‘‘، وألمح من البعيد المدخنة، البالون الأحمر معقود، والدخان لم يخرج بعد: ’’هيّا، هيّا!‘‘، نعدو وتثب النمور من الرياح، تسبقها الغزلان قافزةً، وأنا وأنت في الأخير نجري، لن نتعثر ولن تتلعثم أحذيتنا في نطق الأرض، نتابع الركض، علينا الوصول إلينا قبل إنطفاء المدخنة وذوبان البالون الأحمر في الهواء . . . ،

 

أمل السويدي غير متصل   رد مع اقتباس