أشعر بمدى مرارة كلمة (
أخي صديقي خذلني , أختي صديقتي خذلتني ) !
والأشد علقمة عندما يكون أقرب عقرب !!
يكافح القرب بالرحيل .. واللين بالجفاء .. والكرم بالمكر !
أتذكر الحكمة التي تقول .... (
البساتين الجميلة لا تخلو من الأفاعي ) ..
بعض الصداقات لسعات لا إنسانية , كيد مؤجل , ليست حقيقية لأنها لا تدوم !
عنوانك الغائر في فجوة الخاطر المجروح , أعادني إلى تساؤل راود العقل مني ذات مره !
هل يُقتَل الحالمون ؟!
نعم يا صديقي يُقتلوا بأيادي [ كانت ] بيضاء ! , بأنامل كيدية , بأنفس [ كانت ] طيبة , بكلام يُحكى أنه كان رطيب !
وكل ذلك لسبب بسيط جداً .. أنهم حشروا أنفسهم في أثواب ( فضفاضة ) منحتهم الراحة و قلوب بيضاء !
دعنا يا صديقي من محاسبتهم,
لـ نحاسب أنفسناً أولاً ... !!
لماذا لم نكاشف أرواحهم و إن أحسنوا الرقص على مسارح الواقع الواهم بعثراتهم !
لماذا لم نميز الطيب من الخبيث في أفعالهم !
لماذا لم نتنبأ بــ النهايات معهم وإن لمجرد التوقع !
لماذا نظرنا إليهم بنظرة ملائكية ما استحقوها مؤخراً !
لماذا اختلط مذاق أفعالهم المُرّة بحلاوة قبولنا الحليم !
لماذا أغشتنا ضبابات الرحمة بهم حتى تنازلنا عن أنفسنا حباً بهم فــ اتسعت عثراتهم !
أراهم أشبه بــ فقير أغدقة الرب برزق عظيم فكفر به ! ,
لا يزال يصحو فقير و يغفو فقير صدقني !
أليس من حقنا أن نجاهد للحفاظ على صدر بلاطات الروح من خدوش أحذيتهم الحادة !
حسناً هم الآن يحصدوا خذلانهم لنا حسرات عليهم يا صديقي .. و نحن كالقدر
لا نتكرر مرتين ثق بذلك ..
ذنبنا : أننا أحببناهم بصدق بلا رياء ولا خبث وصافحناهم بــ قلوب بيضاء وقلوبهم صفراء !
الجانب المفرح من الأمر ... أنه لن ينقصنا شيء .. لسبب جميل جداً ..
أنهم لم يدركوا العطاء الجزيل الذي منحوه لنا من جرّاء خذلانهم النتن !
منحونا الصحوة , منحونا معرفة أنفسنا الجميلة أكثر , منحونا غيمة الرضا بــ ذواتنا ,
منحونا الثبات على سراط مكاشفات أرواح البشر حد اتساع أفق النظرة للبعيد ...
منحونا فرصة لــ تذوق حلاوة أرواحنا الرحيقية , وحلاوة إخلاصنا وصبرنا و نقاءنا ..
منحونا فرصة لنكتشف أننا لسنا من ذوات الأقنعة !
قلوبنا حُرة .. ودمائنا التي تجري في أفعالنا أصيله ..
وأن الأصابع لا تتشابه .. فــ هناك مخلص وهناك لئيم
وليس كل صديق صديق !
الصديق من حفظك , وصدّ عنك ضِيقه !
وكما يرحلون يأتي إلينا الأجمل منهم

..
نقطة ,, انتهى الآن وقد أعود !