منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عقيدةُ الحزن
الموضوع: عقيدةُ الحزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2008, 01:05 AM   #1
صهيب نبهان
( شاعر )

الصورة الرمزية صهيب نبهان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

صهيب نبهان غير متواجد حاليا

افتراضي عقيدةُ الحزن


..


عَقيدةُ الحُزن

..


يَا طِفْلَةَ النُّورِ الْمُبَعْثَرِ فِي الْفَضَا لا تَحْزَنِي ..
فَالْحُزْنُ يَجْتَثُّ الْعَلاقَةَ بَيْنَ قَلْبِكِ وَالْحَيَاهْ

الْحُزْنُ قُوتُ الْيَأْسِ ..
يَسْبَحُ فِي مَدَامِعِنَا فَإِنْ صَرَخَ الْفُؤَادُ صَبَابَةً ..
أَلْفَى سَمُومَ الْبَيْنِ تَنْفُخُ فِي صَدَاهْ

شَتَّانَ بَيْنَ الْعَيْشِ فِي حِضْنِ الأُمُومَةِ ..
وَاغْتِرَابٍ خَطَّ فِي أَلَمٍ تَجَاعِيدَ الْجِبَاهْ !

***

لا تَدْمَعِي ..
فَلَقَدْ سَقَانِي حُلْوُ دَمْعِكِ مُرَّ حَالِي !

ثُمَّ اكْتَوَى قَلْبِي ..
فَأَجْهَشَ بِالنَّزِيفِ ..
وَمَرَّتِ السَّاعَاتُ ثَكْلَى ..
تُجْهِضُ الْحُلْمَ الْمُشَوَّهَ فِي خَيَالِي !

أَأَفِرُّ مِنْ هَذَا الضَّيَاعِ إِلَيْهِ ؟..
كَيْفَ أَعِيشُ فِي دَوَّامَةِ الذِّكْرَى ..
وَنَبْضِي مُوثَقٌ ..
وَالْحُبُّ تِلْمِيذُ الْمُحَالِ ؟!

***

يَا أَيُّها الْقَلْبُ الَّذِي ..
أَدْمَتْ مَآثِرُهُ كِيَانَهْ !

كَيْفَ اتَّخَذْتَ مَوَاجِعِي جِسْراً ..
- عَلَى نَهْرِ الصِّرَاعِ - ..
إِلَى الْحَبِيبِ ..
وَأَنْتَ لا تَدْرِي مَكَانَهْ ؟

أَوَمَا تَعِبْتَ مِنَ الْجَفَاءِ ..
مِنَ الرِّيَاءِ ..
مِنَ الْخِيَانَهْ ؟


***

ظَمِئٌ إِلَيْكِ ..
وَأَنْتِ أَبْعَدُ مِنْ سَرَابْ

كُلُّ الدُّرُوبِ تَنَافَرَتْ ..
أَنَّى اتَّجَهْتُ وَجَدْتُ نَفْسِي عَارِياً ..
وَيَلُفُّنِي جَفْنُ الْعَذَابْ !

الْحُبُّ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ ..
فَهَلْ يَنَالُ الْقَلْبُ أُمْنِيَةَ السَّعَادَةِ ..
أَمْ تُضَيِّعُهَا مَتَاهَاتُ الْغِيَابْ ؟


***

وَكَعَادَتِي ..
مَا طِرْتُ يَوْماً دُونَ أَنْ أَهْوِي ..
وَقَدْ لُطِّخْتُ بِالأَمَلِ الْبَعِيدِ المُرْهِقِ

أَطْلَقْتُ سِرْبَ حَمَائِمِ الْمَاضِي ..
لِيَنْشُرَ فِي الْمَدَارِ عَقِيدَتِي ..
وَلِيَخْتَفِي عَنْ مَفْرِقِي

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شَمْسَ الْبَيْنِ ..
تُسْقِطُ كُلَّ طَيْرٍ ..
هَارِبٍ مِنْ وَطْأَةِ التَّارِيخِ ..
فِي مِلْحِ الْمُحِيطِ ..
فَيَسْتَحِيلُ وَلِيمَةً ..
لِفَمِ الظَّلامِ الْمُغْرِقِ !


***

مَا كُنْتُ أُدْرِكُ أَنَّ جَيْشَ الْحُزْنِ جَرَّارٌ ..
يَفُتُّ عَزِيمَةَ الأُفُقِ الْمُلَوَّنِ بِالنَّدَى

عَجَباً ..
يَضِيقُ الْقَلْبُ عَنْ نَبَضَاتِهِ ..
وَهوَ الذِي ..
نَبَضَتْ بِدَاخِلِهِ عَظِيمَاتُ الْمَدَى !

يَا طِفْلَةً ..
سَنَّتْ قَوَانِينَ الْمَحَبَّةِ ..
- دُونَ عِلْمٍ - ..
هَلْ تُرَى ..
أَلْقَاكِ فِي كَيْنُونَتِي ..
رَجْعَ الصَّدَى ؟




..

 

صهيب نبهان غير متصل   رد مع اقتباس