منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خيمتي الرمضانية بعض حنين وذكريات ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2008, 02:15 AM   #16
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي


5




لا أدري كيف كان الناس يتلقون خبر رمضان في الماضي قبل ظهور المذياع والتلفاز ؟

في قريتنا كان الناس يترقبون شهر رمضان عبر محطات الإذاعة ، وما أن يعلن عن دخول شهر رمضان ، حتى تنطلق أصوات الأعيرة النارية ، طلقات ترحيبية يطلقها بعض سكان القرية من بنادقهم الشخصية ، قد تكون تلك وسيلة إعلامية لنشر الخبر بين الناس في أسرع وقت ، وسرعان ما تؤدي تلك العملية دورها الإجابي في تصريح لطلقة نار مسؤولة ، بدخول شهر رمضان المبارك ...


ولابد أن يقلد الصغار الكبار ، ولا بد أن يمارسوا إصدار أصوات طلقات نارية من باب التسلية ، ولكنهم في ذلك الزمان لا يملكون [ ألعاب نارية] لكنهم عمدوا لفكرة جعلتهم يفرقعون طوال شهر رمضان وفي مناسبات الأعياد والأفراح ... فيستخدمون البارود المحشي في [ بلف ] كفر سيارة جيب ، مع وضع مسمار في فوهة البلف وسد فتحة البلف التي يدخل منها الهواء للكفر بإسمنت حتى لا تتأثر أيديهم أثناء الفرقعة.. بعد ذلك يضربون بالبلف بمسماره على حجر أو جدار فتصدر صوتا يشبه صوت طلقات النار أو يشبه ويفوق أصوات الألعاب النارية اليوم !!
وغالبا البارود يؤخذ من أعواد الكبريت !!

عندما يبدأ الصغير في الفرقعة ينتابه حالة خوف ، فلا يحشو البلف بأكثر من عودي كبريت ، ثم إذا ضرب به على الحجر ، ضرب وهو مغمض العينين ، مرتجف اليدين ، حتى يتمرس في فن الفرقعة فيبدأ بعدها التنافس بينهم ، أيهم يحشو البلف بأكبر عدد ممكن من أعواد الكبريت ،، وأيهم صوت دوي إنفجاره أقوى من الآخـــر !

وما من شخص إلإ وقد واجه مأساة مع هذا النوع وهذا الأسلوب في الفرقعة ، فعندما تنفلت كتلة الإسمنت الموضوعة في فتحة البلف ، ينفجر البارود في أيديهم ، فتسيل الدماء ، وتتورم الآيادي ، وتعلو الصرخات ، وتجر الآهات ... ثم ابتكروا بعد ذلك توصيل فتحة البلف بعصا قوية بطول 30 سم حتى لا تصل أيديهم أضرار أي انفجار !!

وقد كان أبناء المدينة أكثر تطورا من أبناء القرية ، فلديهم الإسفلت الذي يسهل عليهم ممارسة اي شيء ، وقد عمدوا لجزء آخر من السيارة وهو [ البواجي ] فيحشونه بالبارود ثم يثبتون في أعلاه ريشة طويلة ثم يقذفون به إلى الأعلى .. فعندما يصل إلى أعلى ينقلب بحيث تكون الريشة في الأعلى وينزل البوجي على رأسه المحشو بالبارود فينفجر ودوي صوته يشبه أو يفوق أصوات الألعاب النارية اليوم ... تستمر هذه العادة أو الظاهرة خلال شهر رمضان المبارك وتكون بشكل مسرف جدا لدرجة أن الأهالي يتضجرون منها ويحاولون نهر الأطفال من ممارستها بهذه الكثافة !!

ثم ظهرت طريقة أخرى وهي وضع قطعة من القصدير داخل قارورة ثم صب عليها سائل التنظيف [ الفلاش ] ثم رجها لمدة نصف دقيقة ثم قذفها .. بعيدا وماهي إلا ثوان معدودة .. وتنفجر محدثة صوتا مدويا قويا

ثم جاءت الألعاب النارية الحديثة وتنوعت أساليبها وأنواعها ... وما كان بالأمس غريبا أصبح من المألوفات ، وما كان بالأمس في شهر رمضان ومناسبات الأعياد أصبح اليوم طوال السنة ، وما كان بالأمس ضرره على النفس والمال وإزعاج الآخرين .. تعداه إلى الضرر بأجسام الأخرين من خلال ما يعمد إليه البعض من رمي الألعاب النارية على المارة في الطرقات .. وإيذاء الناس ، وتخويف الأطفال والنساء !!




يتبع بإذن الله

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس