محمّد الشدوي ... أهلاً بنقاشك العاصف كعصف السنين على قسمات وجهك الذكيّ ...
.
سيّدي ...
.
حينما يقرؤ أحدنا قراءةً ما لا بدّ أن لا يقف على نصف جملة ...
تماماً كما للكأس نصفٌ مليء وآخر فارغ ...
.
أو كأن تقرأ (( ويلٌ للمصلّين )) ... أو (( ولا تقربوا الصلاة )) ثمّ تقف عليها ...
.
أظنّه لا يخفى عليك وجود قاعدة شرعيّةٍ أيضاً تقول : (( إذا حضر الماء بطل التيمّم ))
والنصّ القرآنيّ أيضاً جاء صريحاً (( فإن لم تجدوا ماءً فتيمّموا )) ...
لكنّك هنا وجدت الماء وقصدتَ التيمّم ... وتعترف بأنّه خطأ وتصرّ على ما تفعل وأنت تعلم ...
.
أمّا أن يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره فذلك على أن لا يتجاوز حدود اللغة وقواعد الشعر وضوابطه ...
.
سيّدي ... أنا لست بالنابغة ... ثمّ إنّك لستَ بحسّان ..
وكونها كانت أولى قصائدك ... لك أن تحتفظ بذكراها لا أن تعرضها بشكلها وفيها الخطأ وقد وصلتَ لهذا المستوى الّذي لا ينكره عليك أحد ....
.
فالغايات لا تبرّر الوسائل رغم أنّي قلتُ ذات مرّة (( فللوسائل غاياتٌ تبرّيني ))
.
صديقي ... دعني أنصحك نصيحة لوجه الله ....
.
يقول المثل عندنا (( أعطِ الخبّاز خبزه ... ولو أكل نصفه ))
.
وأظنّني هنا خبّازٌ درست اللغة وآدابها ....
.
والله من وراء القصد