\
مشعل.. لي مع هذا النص سهرة ورحلة، سأوصد على ذاتي جدران المكان، وأدهن بطلائها الأرض عند ناصية ليلٍ بلا نجمات. اليوم يا مشعل: لك المساء، ولي أن أكتب عن هذا النص مذكرتي.. اليوم يا مشعل: سأؤكد للجميع بأن صوت (الجهراء) ليس كسائر ما تحثيه الريح على أسماعنا.. من أصوات لغوية/ لاغية!
:
مشعل: أنت والشعر كائن واحد، أراه يحمل السلال كل ليلٍ باكر، ويقطف للغد أرجوحة الشمس، حتى يهيئ لصغار القوم قوافل البقاء/ ويهديهم مضاجع الرحيل.. هذا الوضع المقلوب ليس بحاجة لغة صماء جامدة، بقدر حاجته لشعر مشعل دهيّم، هذا الشاعر الصغير الصعلوك، وهو يحمل في ذاته وطناً لا يتسع إلا لعظماء العصر، هذا الشاعر الصغير الصعلوك.. إنما هو نجمنا الذي نقتدي بذاته الشاعرة ونحن السارون تحت سماء الوحشة.. إنه صغير وصعلوك ربما.. ولكنني أقبّل قلبه كل ثانية.. فليس كل صعلوك يشعرني بكبرياء الذات وأنا مستدير حول موقد حطبه.
:
مشعل: يا كبيري العملاق البسيط المتواضع، أنا الليلة متفرغ لأجل هذا النص، وعند باب الفجر سأقول عنه شيئاً، ولن أنبس ببنت شفةٍ عنك أنت، لأنك لست بحاجة تقويلٍ وتعليلٍ وتقديم من قبل غريب آخر؛ أو مستوطن.. فأنت دروب الوطن، ومتى احتاج الوطن العظيم لعلامة طريقٍ يا ترى؟!!!
/