منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هكذا يُصبح موتي مُدهشاً ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2008, 10:35 AM   #21
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 460

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لماذا حينَ فتحتُ عينيَّ للمرّةِ ما بعدَ الأخيرةِ , لم أجد أصابعكَ تلتفُّ حولَ ضفائري و تحتضنُ خصلاتِ شعري ؟

هل كنتَ تكذبُ عليَّ حينَ قلتَ أنّ للموتِ رائحةَ الكرزِ و لونَ التّوتِ , و صوتَ البلابلِ الحزينة ؟

أم أنّ فرحي بقدرتي على الغيابِ عنكَ للمرّةِ ما قبلَ الأولى و أنتَ تبتسم , جعلَني أعجّلُ باغماضةِ قلبي و ما حانَ وقتُ الموتِ بعد ؟

كنتُ أستمعُ لنبضِ الرّعشةِ في يديك , كانَ اسمي يسري كتيّارِ أرقٍ يعبرُ مساماتكَ فتُمطرُ ماءاً بطعمِ الفرح ..

و كنتَ ترقبُ شفاهي علّها تُخبركَ بسرِّ صندوقِ الحياةِ الّذي طالما فتّشتَّ عنهُ في جزر عشقي لك ..

أتعلم ؟

أشعرُ أنّني لم أعد قادرةً على الموت , بعضٌ من نبضِ الانتظارِ ألهمَ جسدي دماً يعبقُ برائحةِ الأرضِ في نيسان ..

أشعرُ أنّ وردةً ستنبتُ في كفّي ,

و هنا عصفورٌ ينقرُ زجاجَ صدري و يخرج بجناحيهِ الصّغيرتين و بهِ رغبةُ الطّيرانِ حتّى عين الشّمس ..

و هناكَ زهرةُ نيلوفر تشقُّ عتمةَ وجهي و تتطاول بزهوٍّ فوقَ سطحِ الشّحوبِ , ثمّ تفتحُ بتلاتها و تحتضنُ طيرَ الفرحِ من صدري , و تغوصُ بهِ بسكينةٍ في أعماقِ الحلم ..

أتراكَ كنتَ تدركُ أنَّ رحيلي سيغمضُ عينيكَ حتّى عن يديّ إذ تشدُّان على معصمكَ و تنقلانِ بعضاً من آخر قوايَ المنهكةِ إليك ؟

أو كنتَ تعلمُ أنَّ رئتي المشحونة بدخّان الغياب , و شعبي الهوائية المتناهية في الاختناق , ستستطيع دفعَ وسادةِ الوجعِ عن وجهي و استنشاقَ صوتك من جديد ؟


لا زلتُ أحاولُ بذاتِ الإصرارِ أن أستقيمَ كوجعي و أن أجهلَ وجهي مقابلاً لكَ , موازياً لمرآةِ الضّوءِ إذ تعكسُ ذاكرتَك بي ,

لا زلتُ أحاولُ استيعابَ حلكةِ البياضِ من حولي , و هسيسَ البكاءِ في أذني , و صقيعَ الوحشةِ يغتالُ أطرافي و أنتَ معي !

لا زلتُ ....

و أستمعُ إلى تنهيداتِ التّرابِ المنهال على لقائي بك , أسمعُ انهمارَ المطرِ على أوراقنا و صوتَ اغتياله لحروفنا و انثيالهِ كسيلٍ حزينٍ في ذاكرتنا المشتركة ,
يجرفُ كلَّ طفلٍ صغيرٍ ولدَ في لهفتنا و رعتُهُ أيدي لقاءاتنا ..

أستمعُ و لا أرى .. لم أعد أرى , مُنذُ أن قبَّلتَ عينيَّ بأصابعك .. و كلّلتَ عنقي بصوتكَ ..

و أصبَحَ موتي مُدهشاً ..

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 07-25-2008 الساعة 10:37 AM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس