:
أدركتُ في أوّلِّ اقلاعٍ لي خارجَ حدودِ وطني , كم منَ القيودِ يحتفظُ بها وطني كتذكاراتٍ لخيباتٍ تكرّرت على مرِّ الأزمنة ..
أدركتُ أنّ الحريّةَ تعاني من آثارِ عمليّاتِ التّجميلِ الّتي تحدثُ في الخفاء ,
وأنّ الوطنَ وحدهُ ينظرُ إلى السّاعةِ في حينَ انشغلَ الجميعُ بالتفرّجِّ على سجناءِ الحلمِ و المحتّجينَ على الحقائقِ السّبع ,
و باحصاءِ أوراقهم الشّخصية , الّتي تُثبت أنّهم كانوا يوماً أبناءً لرحمِ المجدِ المراقِ على بوّاباتِ التّاريخ ..
أدركتُ أنّ الحبّ في وطني استعباد , و أنّ الفرحَ ذنبٌ عليكَ أن تدفعَ وزنهُ دمعاً حتّى يستقيمَ بكَ الميزان , و تنفعكَ حججُ المنطقِ الكاذبة ..
أدركتُ انّ جوازَ سفري هذا , ما هوَ إلا قيدٌ على هيئةِ فراشة !