و كأنّي أراكَ هُنا تسابقُ الحرفَ يا صالح , لتحيكَ من أزمنةِ الغيابِ معطفاً بدفءِ الحياة , بلونِ الشّوق , و باتّساعِ الحنينِ و اللّهفة ..
كأنّي أتلمّسُ مفاتيحَ قصورِ الكنوزِ السّبع , هناكَ حيثُ أودعَ الأميرُ قبلتَهُ الأولى , و مضى يبحثُ عن فرحٍ مخبوءٍ في صدرِ حبيبته , و يجوبُ كلّ بقاعِ الغيابِ طالباً بعضَ فرحٍ لعينيها ..
و كأنّي أرى الحرفَ معكَ متلّبساً بالدّهشة , موشوماً بالجمال , كلما دنا منكَ انتشى , و كلّما دنوتَ منهُ أينعَ و أزهر ..
و كأنّكَ يا صالح , حينَ تلامسُ اللّغةَ , تمارسُ أبجديّاتِ العناقِ الأولى , و تصنعُ بحرفنةِ شيوخِ الجمال , حرفاً على مقاسِ دهشتنا , إذ قرأناهُ غرقنا به , و إذا قَرَأَنا غرقَ بنا .
للّه درُّ حرفٍ أنتَ كاتبهُ أيّها الصّالح .