غروب :
يندحرُ حزنها و يتراقص الفرح في عينيها كموقدٍ شتائيٍّ
أرقبُ الاحتضارَ يعانقُ فمها المتوّرد الجاف
و النّدى يحترق على جبينها
تبحث عن صوتي , فيضيع صوتها في حنجرتي
و أوقن بأنّها راحلة , و أدركُ أنّهُ باقٍ فيها ..
سرابٌ أوّل :
تحدّثني و يتيهُ وجهها في زحامِ النّبض
أسمعُ ضرباتِ قلبها , كعصفورٍ يصفّقُ بأجنحته بحثاً عن باب القفص
يداها ترتجفان و شفقٌ ينحني لعينيها
تذكرُ حروفَ اسمه
فيقفز قلبها بين يدي و يتشبّث بأصابعي
كطفلٍ مذعورٍ في يومه الدّراسيّ الأوّل .
حقيقة أولى :
اسمه يقع على رأسي كصخرةِ وجع
كأخيلة الموت و كوابيس الأرق
كطبول الحرب ساعةَ الفجر , و ارهاصاتِ الهلع في هزيع الليل الأخير
أدركُ أنّه هو
فأحتضنُ قلبها
و أدهس قلبي المطعون به ...
حقيقة أخيرة / وحيدة :
أشيّع ذكراه بصمتِ حضوره المرتبك أمامَ حزني
أدفنُ قلبي بجواره
و أحمل ثوب فرحي إليها
لأجدها ترفلُ في ثوبٍ آخر
أبيض كأحلام الأطفال
رقيق كأقصى أمنياتهم
أقبّل يديها الّتي طالما شاركتني حلواها
أحتضن صدرها النديّ الذي طالما احتضن دموعي
و أعجز أن أقول لأمنيتها الأخيرة برؤيته
أنّه حلمي الأوحد .
إذا تنفّس :
يحتضن التراب جسدها الطّاهر
و أحتضنُ أنا وجعي بذاتِ القسوة
و أمضي غير أبهةٍ بدموعهم
و وجهه يبحث عنّي و عنها في تفاصيل وجعه
فلا يراني
و لا يراها
و لا يراه ..
و أبقى أنا وحيدةً بلا صديقةٍ و لا حبيب !