منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - طفل النّور
الموضوع: طفل النّور
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2008, 07:11 PM   #1
خُزامى
( كاتبة )

الصورة الرمزية خُزامى

 






 

 مواضيع العضو
 
0 طفل النّور
0 اعتمد المشاركة ..

معدل تقييم المستوى: 0

خُزامى غير متواجد حاليا

افتراضي طفل النّور


غروب :
يندحرُ حزنها و يتراقص الفرح في عينيها كموقدٍ شتائيٍّ
أرقبُ الاحتضارَ يعانقُ فمها المتوّرد الجاف
و النّدى يحترق على جبينها
تبحث عن صوتي , فيضيع صوتها في حنجرتي
و أوقن بأنّها راحلة , و أدركُ أنّهُ باقٍ فيها ..


سرابٌ أوّل :


تحدّثني و يتيهُ وجهها في زحامِ النّبض

أسمعُ ضرباتِ قلبها , كعصفورٍ يصفّقُ بأجنحته بحثاً عن باب القفص

يداها ترتجفان و شفقٌ ينحني لعينيها

تذكرُ حروفَ اسمه

فيقفز قلبها بين يدي و يتشبّث بأصابعي

كطفلٍ مذعورٍ في يومه الدّراسيّ الأوّل .





حقيقة أولى :


اسمه يقع على رأسي كصخرةِ وجع

كأخيلة الموت و كوابيس الأرق

كطبول الحرب ساعةَ الفجر , و ارهاصاتِ الهلع في هزيع الليل الأخير

أدركُ أنّه هو

فأحتضنُ قلبها

و أدهس قلبي المطعون به ...



حقيقة أخيرة / وحيدة :


أشيّع ذكراه بصمتِ حضوره المرتبك أمامَ حزني

أدفنُ قلبي بجواره

و أحمل ثوب فرحي إليها

لأجدها ترفلُ في ثوبٍ آخر

أبيض كأحلام الأطفال

رقيق كأقصى أمنياتهم

أقبّل يديها الّتي طالما شاركتني حلواها

أحتضن صدرها النديّ الذي طالما احتضن دموعي

و أعجز أن أقول لأمنيتها الأخيرة برؤيته

أنّه حلمي الأوحد .





إذا تنفّس :

يحتضن التراب جسدها الطّاهر

و أحتضنُ أنا وجعي بذاتِ القسوة

و أمضي غير أبهةٍ بدموعهم

و وجهه يبحث عنّي و عنها في تفاصيل وجعه

فلا يراني

و لا يراها

و لا يراه ..

و أبقى أنا وحيدةً بلا صديقةٍ و لا حبيب !

 

التوقيع

نَحْنُ لَا نَفْقِدُهُمْ , بَلْ نَفْقِدُنَا فِيْهِمْ !


التعديل الأخير تم بواسطة خُزامى ; 06-24-2008 الساعة 07:14 PM.

خُزامى غير متصل   رد مع اقتباس