منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وَرَقةٌ مَفْقُودة مِنْ كِتَاب الانْجِيل الأَخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2008, 10:52 PM   #1
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي وَرَقةٌ مَفْقُودة مِنْ كِتَاب الانْجِيل الأَخير


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

_1_

إلْتَقِيْتُ بـ امْرأَةٍ مِنْ بُرْجِ الْمِيْزَان كُلَمَا اِبْتَسَمْتُ إِليْهَا قَبَّلَتْنِي وَحَضَنتْ عَبَاءتِي حَسْرَةً
وَلـ طَالَمَا عَاْنَقتْ كُرْسِياً رَشِيْقاَ يَمْلَئهُ الْفَقد
رَأَيْتُهَا هُنَاكَ تَقْرأَ حَظْهَا لـِ هَذا الْأِسْبُوْع وَالْإسْبُوْع اَلْمَاضِي وَتَلْعَن خِيْبَة أَمَلُهَا وَفِتْنَة الْمَاء
تَستَعِدُ لِلْحَظْ اَلْمُعَلَق وَحَبْلِ الْمَشْنَقَة وحُكْم اَلْإعْدَام وَهْمَاً
لَمْ تَعُد تِلك الـْمَرأة تَذكُرُ بُرْجَها ولا فَقْدَ كُرْسِيْها الْرَشِيْق
حَتّى عَبَاءتِي الضِيْقة لَم تَعُد تَذْكُر شِيَئاً مِنْ سَوَادِها المُثِير
إمْرَأة الْمِيَزَان وَجَدتُها بِالأمْسِ تَتَسَكع فِيْ قَشْعَرِيْرَة الْلِيَلِ تُرَافِق الْمَاء عِزَ فِتْنَةِ الْجَفَاف
إمْرأة الْمِيْزَان إسْمُها سَلْمى
مَاَتَتْ قَبْلَ أِياَمْ وَهِيْ مَجْنُوْنَة نِصْفَ حُزن
وَجدْتُ عَبَاءَتُها وَ وَرَقة صَغِيْرة كُتِبَ عَلِيْها :ضَحِيْة حظ وَعَراْبة حُبٍ فِيْ كُوكَبٍ لا يَعْرِفُ السَعَادة


_2_

اَلْحُزْنُ لَيْسَ صَدْمَة فَرَح
الْحُزْنُ صَدْمَة حُزن

حَفِظْتُ تِلْكَ الجُمْلة عِنْدمَا كُنْتُ أسْتَطِيْع أَنْ أُشِيْر بِـ سَبَّابَتِي الْمُتْعَـبه لِلـ أُفق
وَلَكِن الْيُوْم قَد خَذَلَني الْخُوف والْحُب أَمَامَ الْأَمَانِي الْتِي رَسمْتُها لِي
وَمَاتَت كُل قَصَائِده الْجَمِيلَةِ فِيْ الْجُب
فـ َلَمْ يـَعُد يَسَتَطِع أَنْ يُشِيْر لِلَفَرح
بِـ سَبَابَةٍ مُثَقَلةٍ لِـ أحْلَامِ رَجُلٍ فِيْ أَوَاخِر الَخَمْسِيْن

نَسْقُطُ كَثِيْراً عَلى الرُغْمِ مِنْ أنْنَا نَمْشِي قَلِيْلاً
نَمْشِي كَتِيْراً عَلى الرُغَمِ مِنْ أنْنَا نُغَامِر قَلِيْلاً
الْحُزن صَدْمَة حُزن
الفَرحُ صَدْمَة فَرح


_3_


كَيْفَ يَعْزِفُكَ وَتَرْ الْحَظِ لَحْنَاً وَأْنتَ قِيْثَارة ضَجَر
فـَ يَرْصِدُك حَرف يَرْقُصُ خَلْسَة مَع ظِلالِ اَلْمَنَازِل
كِيْفَ اُسَمْيكَ مَدى وأَنْتَ غَابَةٌ مِنْ الصَمْت
كِيْفَ أحْلَم وَحْدِي خَلْفَ الليَالِي وَالنَهَاراتِ الْمُوْحِشة
وَأغْفِرُ خَطِيئَة قَصَائِدكَ وَأكَاذِيبك لِـ النِساءِ مِنْ حُوْلِي
أَنْتَ تَتَحمْل ذُنُوَب بُكَاءِ أطْفَالهنْ أَمَامَ الْمَقابِر
وَصُرَاخَ أزْوَاجِهُنْ فِيْ جَهنْم
أنْتَ سَبَبْ كُلْ قَضَايَا الطْلَاق فِي خَلِيجُنا الأحْمر


_4_

الصَبَاحُ لَا يَعْنِي تَكَلُسُ أَمَانِيْنا وَرَغْبَاتُنا فِي الْحُلْم
الصَبَاحْ يَعْنِي تَرْتِيْب فَارِغ وَمَمر يَكْفِي لِـ عُبْور اثْنِيْن مِنْ الْذَاكِرة يُوْمِياً
إِنْتِهَاء الصَبَاحْ يُبِيْح تِيَار عَاطِل وَمَهَب بَعِيْد لـِ قَناعاتٍ مُظلِمة
إنْتِهاء الصَبَاح يُفسِر كِيْفَ يَكُون يَوْمَ الْقِيْامة لَـ قَرِيْب

_5_
هُنَاكَ تَذَكْرتُ فَرَاديسَ الضَيَاع الْذِي تَرَكَنِي آَخر مَرْه
هُنَاكَ لُوْحتُ للِقِطَار والْاِنْتِظار فِيْ نَفْس الْوقْت
هُنَاك تَعْرفْنِي مَشَاعِرُ وَطن لاَ يُلوْثه طِيْن
وَتَحْفَظْنِي مَسَاحَات حَربٍ طَاهِرة
هُنَاكَ فَقْط يَحْتَضِنُني صَهِيلِ الْعَرَافَةِ الْخاشِع
لـ تُحْصِي عَدَد الأَصَابِع الْمَكْسُورة فِيْ عُمْري
وَتُرتِل دُوْمَاً : قَافْ يَاءْ عِيْن هَاء
تِلكَ أحاَدِيثُ الشِتاء
هُنَاكَ يُحَاصِرنِي كَابوس الوِهمِ الْمُزيْف
هُنَاكَ فَقط
هُنَاكَ فَقط
تَنْتَحِر أحْلاَمي سِراً
وَتَتحقق




_6_

لَمْ تَكُن السَماءَ إِلاَ غِيْمَاً قَدْ لَامَستْهُ قَسْوَتُكَ فِي أَواخِر التسْعِيَنات
فَـ تَجَمْد كـ سَقْفٍ يَلُف ضَيَاعَ سَنِيْنك وَقَدَرُكَ الْمَلْعُوْن
لَمْ تَكُن هّذه الْسَماء
مُوجُودة قَبلَ تَارِيخ مِيْلادك
لَمْ يَكْنْ الْغَيْمَ يُدْرِك مَعْنَى قِبْضَتُكَ إِلَا بَعْدَما تَجَمّدتْ الْأجْزَاء الْمُرْتَفِعة مِنهُ
وابْتسَمت


_7_

لَسْتُ أُفْكِر فِيْ عَشقِ أنْصَافَ الرِجالِ مِنْ الْبَشر
وَلَستُ أحْلَمُ بِالزوَاجِ مِنْ جَسد
أنَا حَفْظَتُك كـ َ سِرٍ سـ يُرتِلهُ التَارِيخَ للأجْيالِ الْقَادِمةِ والْمَاضِيةِ فِيْ نَفْسِ الْوقْت
فَقطْ لِأنْني أعْتَبِرُكَ أَدْم الْبَاقِي
وأخْشى عَلِيكَ مِنْ حَوْاء وبَناتِها
أنْتَ وَحْدُك تَفْهم طَعْنَة النْصِ الْأخِيْر


_8_
اَلْيَوم وِجْهَتِيْ مَتْسَعٌ للرَحِيْل
وفِيْني إنْتِظار مَنْ لاَ يَمُوتْ ولاَ يَحْتَضِر عَلى هاجِسِ الضَيَاع
لَيْلَتُها كُنْتَ تَحْتَضِر غُربَتُك وَتَحْمُل سَفَرُكَ الرَمَادِيْ وحَقِيْبَتُة هُموْمِك الْمُلَوَنة
كُنْتَ تَنْتَظِر مَنْ لا يأتِي ولَا يَرْحَل
أنْتَ مَا زِلتَ تَتنفْس هَوَاء مُحْرم
وتَأكُلُ مِن نَفسِ الْمقْبَرة
وتَشْرَبُ نَفس القَصِيدة
أنْتَ وجهةُ رَحِيْلٍ مُتْسع
ومُوْتُك هَاجِس ضَياع أَشْفُقُ عَلِيه كَثِيْراً
سـ تُحَاصِركَ سِنِين مؤجْلة ولَحمُ مِيْت وطِيْنٌ قَذِر
سـ تَنْبُت القَصائِد فِي رُوحِك
ويَموت الْأمل
هَلْ هُناكَ مُتسعٌ للِرحيل
أم هُناكَ رَحيلٌ مُتَسِع ؟


_9_
مَهْمَا يَحُول الْوَطن مَا بيْننا ومَهْما تَسْقُط هِتافَاتك وَمَراكِبُ أشْرِعَتُك فِي الْحُب
سـ أهْطُل لـِ لقَائِنا صُراخاً
وسـ أسْعَى لـِ وَجهِ الْرَصِيف الْأخضر وأحْمِله تَشَظْياً كـ أَمَانِيكَ الْبَارِدة لِـ لَحْظَتان
سـَـ أرْسِمُك وَجْهاً يَشْبَهُنِي وعَيْنَان أرْهَقَهُما الْعِشق الأرَوع
سـ أقْطُفَك قَصَاصة إعْرابٍ
وأدْفَنُكَ سُكون وَطن


_10_

أَفْتَرِض أَنْ فُرَاقَنا سَيَكُوْن مُعْلناً غَداً
سـ أفْتَرِض أَكْثَر أنْك سَتَبْكِي لِـ لَحَظات
وسَتْدمعَ عَيْنِي دَمْعَة وَاحِدة
لَا تَخف رُبْما سـ نتَبادل الْأدوار
سـ أفْتَرِض أنْك سـ تَترَاجَع فِيْ الْقَرار
وسـ أوْافِق أَنا عَلى قَرارك للِمَرةِ الأوْلى
سـَ أفْتَرِض أيْضاً أنْكَ تُحبِني كـ اتْجَاهٍ يُمددهُ الْمسُتَقْبل فِيْ فَضاءٍ ضَيْق
سـ أفَرض أنْكَ سَتَمُوْت مِنْ لَوعَة الْمَاء
سـ أفْتَرِض كُل ْ الأشِيْاء الْمُؤجَلة للآن
أنْتَ الآيَةِ الْمَفْقُودة مِنْ كِتابِ الْانْجِيل الْقدِيم













أصيلة المعمري

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس