جُمان ..
هربتُ كثيراً من هذا النّص , كنتُ أحملُ أسمالَ شوقي و أركضُ علّي أجدُ بعضاً منّي في زمانٍ لم يداهمهُ الفقدُ بعد .
على مرمى أمنية , و بتوقيتِ الشّغف , و قابَ فرحينِ أو أدنى من صُدفة , قرأتُ نصّكِ , و سمعتُ أصابعكِ ترتّلُ الأبجديّاتِ على أكتافِ قيثارةٍ , باذخةِ النّغم , و سمعتُ فيروز تُغنّي للمرّةِ الأأخيرة , ثمَ تعودُ فتغنّي ..
حكايا الحنينِ الّتي قصّتها جدّتي يوماً على أميرٍ ضلَّ طريقهُ و سكنَ غيمة , كانت تتردّدُ في مسامعي , و أردّدُ معها : الغيومُ لا تجيدُ الفرح .
/
أتعلمينَ يا جُمان ,
كنتِ هُنا رائعة , أخذتِ بتلابيبِ الحزنِ , و مزجتهِ بحرقةِ الأمنياتِ و سُكّرِ الفرح , فامتلكتِ الحواسّ في أبجديّةٍ غايةٍ في الاتقانِ و الرّوعة .
لا تغيبي يا جُمان , فالمطرُ بحاجةٍ لسنابلَ كأصابعكِ .