ينفطرُ المساءُ فلقتين
في ذلك السديمْ
بسطتُ كفي للنهارْ
فانكمش النهارْ
كتبتُ في مذكراتِ الأفقِ القديمْ
قصيدةً
ممزوجةً بالشهدِ والمطرْ
جلستُ خلف شرفةِ الغيومْ
أشربُ قهوةَ المساءْ
كان المساءُ قهوةً أخرى , ولكنْ لا مساءْ
أذكرُ أني عندما جلستُ وحدي ها هنا
بكيتُ ...
كان البكاءُ خانقًا
كأنهُ السديمْ
فتّشّتُ في حقائبي القديمةِ المسافرةْ
عن كلماتٍ عابرةْ
عن كلماتٍ لم تصلْ إليَّ بعْدُ
لكي أعيدّ رسْمَ لعبةِ الأحرفِ من جديدْ
مشيتُ كالهلالِ , أسحبُ السنينْ
ممزّقًا , بين السطورِ , عاصبَ الجبينْ
محتضرَ الأقدامِ , يقطرُ الصديدْ
من خطواتيَ التي تجمّدتْ
كالشفقِ الحزينْ
أخذتُ من علبةِ صاحبي
سيجارةً
كان الحديثُ فيما بيننا يذوبْ
راح الدُخَانُ يذرعُ الغرفةَ كالغروبْ
لقد تحدّثْنا طويلاً عن نبوءاتِ الشعوبْ
عن آخرِ الزمانِ , عن نزولِ السيّدِ المسيحْ
وانكمشَ الليلُ على بساطِ أحرفي
يصيحْ
كأنهُ الذبيحْ
ومرَّ وجهُ النورِ عبْر النافذةْ
مخترقًا
حرارةَ الغرفةِ يدعو للرحيلْ