منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قطرات ترتشف الظمأ.
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2008, 10:35 PM   #1
فهد العميري
( كاتب )

الصورة الرمزية فهد العميري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

فهد العميري غير متواجد حاليا

افتراضي قطرات ترتشف الظمأ.


عين الماء
منذ غوايتها لم تنقض عليها الآواني والأقدام بهذه الشراسة
الأمر الذي أجبرها على الانزواء في نهد ثعبان .

الطريق
ثملة حد الاكتفاء
معبدة بالبشر والأوعية وقنينات الماء الشاحبة
تعاقر أقدام الموتى البائسين بعجرفة .
الغيمة
تتدافع بغنج
تواري ضحكتها عن الشمس
خشية أن يضاجعها البحر فتلد سفاحا .
الجبل
مكفهر من الغيظ

يود لو أن أحدهم بصق في مؤخرته
ليمحو الموت .
الأشجار
تتساقط قوائمها
تشخص نحو الأفق عله يترقرق حنانا فيقرضها قطره.
الليل
عامر بالحزن
تندس في أروقته الآف الجثث المتورمة
تنادمه الصبايا بغية أن يخبئهن من بطش الزحمة .
الفجر
يزحف بإقدام خاشعة
يمشط أضراسه
وهو لا يدري أنه لم يعد فارس السباق الأوحد .
الشمس
أسنانها اللبنية تترك في جوف الصخر
والأعقاب المتهرئة
ولعب الأطفال
ندوب يصعب على المواجييد وجاءها .
الريح
تستعرض مفاتنها بزهو
تمرق في الجهات
تمارس هواية الموت الثملة بها بعجرفة .
الأطفال
شاحبون كأعواد الفحم
تتبعثر أحلامهم
تهجرهم الحكايات
والأساطير
ولعب الأطفال
يهرعون إلى مصبات الدمع الكئيبة ليصطادوا قطرة .

المرأة
لم تكد تبسط الأقمطة لطفلها حتى هيأت أقدامها
أبحرت بين أكوام الوجع المكدس.


مولود .
لم يكن يدرك أن أمه تحشد أجزائها المتهالكة
تحتضن قنينة الماء الفارغة
تهبه للبكاء.

فراشة
لم تعد تأبه بالورود الذاوية
تصغي لكركرت الرعد الصاخبة
تحملق في بساط الضوء
والنملة تشحنها نحو الملجأ.
وعاء
يتسلق الأكتاف الرثة
والرؤوس المنكسة
يسافر والوقت
يتقن فن الانتظار بحذاقه

حشد

يتدافع في أجزائه
يتكوم عند السره
يستنسخ قوائمه المجزأة بإتقان .


ضوضاء



في أوج عنفوانه يعبأ الفضاءات.
يفقد الحصون رزانتها
يكنس السمع
يعوي في مهجة الصمت المرتعشة .
شجار
طالما أثرتا أحدهما الأخرى
حتى إذا ما تعانقتا عن العين ودت أحدهما أن تبلع الأخرى
لتظفر بقطره .
مصطفى
يسامر العين
يصحو على وقع أقدام الماء
يتداخل والأوعية
يقيم مراسيم الشجار بخشوع .
أسماء
تفتش عن قطرة ماء تخيط بها ضماها
تغوص في الأواني
تحمل أشلائها المثقلة بالعطش
تمضي نحو عين الماء الواجمة .
أنا
غارق بالدهشة
ألملم أفكاري المتشردة
أبصق على قدمي
خشية أن يطالني الجفاف.

 


التعديل الأخير تم بواسطة فهد العميري ; 04-22-2008 الساعة 10:40 PM.

فهد العميري غير متصل   رد مع اقتباس