منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لحظة ألم ..
الموضوع: لحظة ألم ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2008, 04:46 PM   #1
علي آل محفوظ
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل محفوظ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

علي آل محفوظ غير متواجد حاليا

افتراضي لحظة ألم ..




بدأت ملامح أوداجي تتهاوى بعيداً خلف ستار الإنهيار العصبي .. حتى شعوري بدأ غريباً مرعباً متنافضاً .. و على الرغم من الحرارة القاتلة التي تعصر أحشائي و جسدي ..
إلا إنني أواجه طوفان هائج من رياح القطب الشمالي .. و أنفاسي بدأت تتلعثم و كأنها تريد صياغة جملة غير مفهومة و بدون إحساس لمدى الطاقة التي أملكها

دخلت غرفتي الحمراء .. أسندت جسدي على سريري .. حاولت أن أتنفس الصعداء .. أخفيت نفسي تحت لحافي المزركش بألوان الطيف .. أحتضنت وسادتي و كأني فتى يعانق أمه بحرارة بعد إنقطاع ساد على أيام الغربة ..
صرت أحرر الدموع و كأنها نهر يصب مياهه في غياهب الأحشاء من و كر الأحاسيس .. حاولت أن أبتلع ريقي ..
و أمي تناديني و الدموع تملئ خافقيها بكل ما ملكّها الخالق من حنية و عطف ..

- أبني أجبني .. ما بآلك ؟!


هالة من الغيوم تتدافع أمام ناظري . أصبحت لا أرى شئياً .. الدنيا كلها تحولت إلى محبرة مظلمة مظلمة مظلمة .. حتى أمي أصبحت فكرة مشوشة رسمها العقل نتيجة الإنجراف القاتل ..

صارت أحلامي تجثو أمام خافق الظلام .. تعلن الإستسلام بكل ما ملكت من قوى الضعف .. و أصبحت لا أميز بين الهذيان و الأنين بين الحزن و الالام .. و أنا أرسم لوحة الوداع تحت إيقاع البكاء

بتُ أصرخ بـ كل رفضي و عجرفتي بـ كل شذرة نبتت في أعماق قلبي الطيب .. و حتى النّزاعات المتناقضة في داخلي باتت تركض لـ لتنجرف نحو محرقة الالام لـ تعلن إمتداد صوت مزمار الحرب ..
رافعة رأسها لـ تأكدها بالإنتصار و لآنها حقاً مهمومة و لكن كل لحظات العالم لن تحمل مثقال ذرة من إبتلاع هوية الألم ..
لآنهم لا يقولون دائماً " الشمس خيرٌ لا تغيب و الشر دوماً بالمغيب " لـ نسيان لحظات الحزن ..
لا .. بل لآنه الخير دائماً كالشمس الخالدة التي تنير لنا الأيام مهما زادت الأوجاع .. لتغير لنا الهوية و تغلب لحظات الألم إلى لحظات أمل ..

تذكرت الجملة التي أصبحت أزلية على لساني .. لـ إيماني القابع بها ..

" و لن يقف الزمن .. ولا بد أن نؤمن إن الأيام لا تبقى على حال .. تدوم رغم لحظات الأعياء و الشقاء .. رغم الأفراح و المسرات .. لتترك في الأنفس الهامدة آثارها .. حتى تتحول إلى زمن متفاعل .. ينثر العبرات على هامش الحياة . " خولـة القزوينـي

و كيف أنسى أن أذكر ما قالوه .. و أقوله بخشوعٍ تام على لساني ..


" لا تقل يا رب عندي هم كبير ولكن قل يا هم لي رب كبير "


ً

 

التوقيع

دومًا الحياة تستدعي المرونة ، فهي كما السنابل وإن بالغت في الانحناء عند هبوب العاصفة فهي بالتأكيد لا تنكسر .

علي آل محفوظ غير متصل   رد مع اقتباس