- قصائد متشابهة .. لا لون لا طعم ولارائحة .. تقتصر وتدور في فلك واحد وكأننا موعودون
بهذه الرتابة وهذا الملل وهذه النوعّية من القصائد والتي من شأنها إزهاق روح الذائقة وبأقصر
الطرق , تعددت القصائد وموت الذائقة واحد .!
[ دخولـ ]
-المتصفح لهذه الموجة الرهيبة من إفرازات الساحة الشعبية يعي ما قلته تماماً .. فهذا الكم الهائل
من المطبوعات ودخول قناة جديدة كـ المنتديات أتاح الفرصة لتسرب " ركاكة " الطرح وتفشي
مرض إسمه " التواجد من أجل التواجد فقط "..! ولعل القارئ إستنبط ذلك من خلال جولة في أحد
المنتديات أو تصفح أي مطبوعة تهتم في الشعر الشعبي .. فالطرح واحد وإن اختلفت القافية .!
[ دخول أخر ]
-من غير المنطقي أن نشير إلى ظاهره معينّه دون أن نضع أيدينا على نقاط الجرح .. وأن نذكر
أسباب نراها من وجهة نظرنا الشخصية مقنعة نوعاً ما في إستفحال هذه الظاهرة .. فالملاحظ
والمتتبع لأغلب القصائد المطروحة يلاحظ وبشكل واضح لجوء البعض إلى مايسمى [ بالتجديد ]
وشخصياً لست ضد التجديد جملةً وتفصيلا ولكني ضد كتابة قصيدة مبهمة نحتاج لـ تفكيك رموزها
إلى وقت طويل جداً على إعتبار أن هناك فعلاً روح وتجديد في هذه القصيدة نحاول الوصول
إليها .. وركوب هذه الموجة أصبح أمراً في غاية السهولة واصبح ملاذاً أمنناً لكل من يطلق عليه
مجازاً لقب شاعر .. فكتابة قصيدة كالتي تكتب على أنها من باب التجديد أمر لايعتبر معضلة أو أمر
شاق وفي غاية الصعوبة , كل ماتحتاج إليه هو حفظ ( عشر كلمات ) فصيحة .. مع تغيير مكان
وجود الكلمة من بيت لأخر .. ستخرج بقصيدة يصفق لها الكثير دون أن يفقه كلمة واحده مما كتبت
وعند قرائتي لقصائد احدهم أتذكر قول أحد ممن يطلق عليهم مجازاً أيضاً " عالم دين " عندما قال
[ مما منّ الله عليّ فيه .... أنني أستطيع التحدث ولمدة ساعتين متواصلتين دون ..أن يفهمني أحد
أو أفهم أنا ماتحدثت به ] ..! كذلك هو الحال لدى من ركب هذه الموجةفـ بإمكانة.... كتابة
" مليون قصيدة " دون أن يعي ماكتب ودون أن يفقه المتلقي حرفاً واحداً عدا الاستمتاع
بجرس موسيقي وقافية منتظمه فقط .!
[ الخلاصة ] ..
- نحن نعيش مرحلة من أسوأ المراحل التي تمر بها الساحة الشعبية .. ولو إستمر الوضع على ماهو عليه .. سنفقد
الكثير من عذوبة هذا الموروث .. وستكون المراحل القادمة أسوا بكثير .. لذا رفقاً بنا [ شعراؤنا ] ..!
:
: